- المحامي أرحمه خليفة: لا تجريم للسخرية ضد المترشحين وبرامجهم الانتخابية

- محمد الحدي: حملات السخرية زادتني إصراراً .. ورفعت سقف أهدافي

- المترشح عبدالجليل سلمان: فهم المترشحين لدورهم تجنبهم التعرض للسخرية

- مواطنون: نتطلع لبرامج انتخابية تلامس حياة المواطن تؤمن بالأهداف وتبتعد عن السخرية

..

حوراء يونس

مع انتشاء وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبحت عاملاً رئيساً لشن حملات سخرية ضد العديد من البرامج الانتخابية التي طرحها المترشحين، صار البعض يتكسب من وراء ذلك لزيادة المتابعين والمشاهدات من جهة، وللتقليل من شأن المرشح من جهة أخرى للتأثير على إرادة الناخبين وتوجهاتهم.

وحول ذلك، ذكر المحامي أرحمه خليفة بأنه لا يوجد نص مادة أو عقوبة خاصة لتجريم السخرية ضد المترشحين وبرامجهم الانتخابية، أو حتى من أخبارهم التي يتم نشرها بين حين وأخر قبل يوم التصويت بشكل خاص، وإنما عاقب قانون العقوبات البحريني بشكل عام كل جريمتي القذف والسب في الفصل الرابع من القانون في المواد من 364 إلى 369، ونص على العقوبات المترتبة على ارتكاب هذه الجرائم والتي من الممكن أن تندرج هذه الأفعال تجاه المرشحين بمخالفة هذه الجريمتين.

السخرية والقانون

وتابع خليفة "تنص المادة رقم 364 من قانون العقوبات والتي تنظم عقوبات جريمة القذف على أنه " يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بالغرامة التي لا تجاوز مائتي دينار من أسند إلى غيره بإحدى طرق العلانية واقعة من شأنها أن تجعله محلا للعقاب أو للازدراء " حيث يعاقب القانون كل فعل يتضمن اسناد واقعة محددة بإحدى طرق العلانية تستوجب عقاب من نسب إليه او احتقاره كإتهام مثلا المترشح أمام انظار العامة بأنه حرامي – تجعله محلا للعقاب – أو مثلا اتهامه بانه شهادته مزوره أو أنه يقوم بفعل لا يتقبله المجتمع كالشذوذ الجنسي – تجعله محلا للازدراء ، فمن الممكن أن يتم تطبيقها على مثل هذه الحالات كونه خالف القانون.وكذلك نص المادة رقم 365 من قانون العقوبات وتنظم جريمة السب على أنه " يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة أو بالغرامة التي لا تجاوز مائة دينار من رمى بإحدى طرق العلانية بما يخدش شرفة واعتباره دون أن يتضمن ذلك إسناد واقعة معينه " وهو رمي بإحدى طرق العلانية مثلاً أتهامة بأنه قليل أدب أو كذاب وغيرها من العبارات التي تخدش شرفه دون أن تتضمن واقعة.

وأضاف: إلى جانب نص المادة رقم 290 من قانون العقوبات التي تنص على أن"يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بالغرامة التي لا تجاوز خمسين دينارا من تسبب عمدا في إزعاج غيره بإساءة استعمال أجهزة المواصلات السلكية أو اللاسلكية" حيث تعاقب هذه المادة من يقوم بإستخدام الاجهزة السلكية واللاسلكية كالهاتف والبريد الالكتروني وكل وسائل التواصل فالازعاج بمفهومه الواسع يندرج تحت هذا المادة، وأي فعل يتم ارتكابه بوسائل التواصل ويسبب اساءة لاي مرشح نيابي يندرج تحت هذه العقوبة.

نتائج إيجابية للسخرية

من جانبه، قال المترشح للمجلس البلدي عن الدائرة الثانية بالمحافظة الجنوبية محمد راجح الحدي، أنه تعرضه لحملات سخرية في وسائل التواصل الاجتماعي جراء برنامجه الانتخابي والذي ينص على تحويل مدينة عيسى إلى مدينة خضراء وزراعة أشجار اللوز واللومي والكنار قد زادته عزيمة وإصرار على تحقيق أهدافه.

وقال: ما يقوم البعض به من سخرية يصب في صالحي، فأصبحت معروفاً في الأوساط وتلقيت الكثير من التشجيع للمواصلة إلى جانب استجابة وزارة شؤون البلديات والزراعة في تحقيق ما كنت أرجوه.

وأضاف الحدي أنه سيعمل في تحقيق هدفه سواء في حالة الفوز والخسارة، وأن حملات السخرية جعلته يرفع سقف الهدف إلى جعل جميع شوارع مملكة البحرين خضراء، وأشار الحدي إلى أن برنامجه الانتخابي يرتكز على المصداقية، وأنه يرحب بآراء الجميع. ويوجه رسالة إلى جميع المواطنين بقول: من جد وجد ومن زرع حصد.

السخرية تولد الإحباط

وفي السياق ذاته، ذكر المترشح النيابي عن الدائرة السادسة في المحافظة الشمالية عبدالجليل سلمان أنه يجب أن يقتصر دور المرشحين في التعبير عن توجهاتهم ودورهم تجاه المواطنين وعدم التطرق لما يجعلهم مدعاة للسخرية.

وقال: "عندما يكون المترشح عرضة للسخرية، سيشعر الناخب بالإحباط جراء ذلك ولن يقبل بتمثيله.. المترشح هو المسؤول عن حشر نفسه في المواقف التي تعرضه لشن حملات سخرية، فالسبب في تعرضهم لذلك هو عدم فهمهم في دورهم الذي يكمن في إيصال صوت المواطنين وليس كونهم سلطة تنفيذية، فالمترشح الذي يعي بدوره وصلاحياته التي سيمتلكها في المجلس لن يتعرض لأي سخرية.

السخرية والبرامج .. حكاية لا تنتهي

ولدى استطلاع "الوطن" لآراء المواطنين، أكد المواطن حسن خالد بأن سخرية الناخب من المرشحين يعود إلى عدة أسباب رئيسية منها، قلة الوعي المجتمعي وحب البعض للظهور الإعلامي والسخرية من برامج الانتخابية للمرشحين حتى وأن كانت واقعية وممكن تطبيقها، أو اعتماد بعض المرشحين برامج انتخابية لا تمت للواقع بصلة، ومحاولة خلق بلبلة مجتمعية لأهداف دعائية، من الوصول إلى أكبر شريحة انتخابية أو إطلاق وعود رنانة لكسب تعاطف الناخبين.

ودعا حسن خالد المرشحين في الانتخابات المقبلة الى النظر بواقعية للمجتمع والإمكانيات المتاحة له، وبالتالي يضع برنامجه الانتخابي على ضوء ذلك.

فيما أبدى مواطن آخر يدعى عمر سيادي رأيه في الموضوع وقال: الكثير من المرشحين يتعمدون وضع برامج انتخابية خيالية، وهم على علم بأنها لا تتعدى وعود فضفاضة للوصول إلى المجلسين النيابي أو البلدي، وبعد ذلك يقوم بنقض وعوده الانتخابية قبل فوزه ويتحول إلى شخص آخر، يساير الآخرين في المجلس بقراراتهم.

وأشار عمر إلى أن المجتمع بحاجة الى مرشحين مؤهلين لتمثيلهم في مجلس النواب او البلدي لإيصال صوتهم ومعاناتهم إلى الجهات الرسمية، ونتطلع إلى رؤية برامج انتخابية تلامس حياة المواطن، لنؤمن بأهدافهم ونبتعد عن السخرية.