إيران هي المحرّك للحوثي كقرار وهي من يزوّده بالصواريخ والمسيّرات، وبيدها وحدها إيقافه أو استمراره حتى آخر حوثي في اليمن، وهذه الحقيقة يعرفها الجميع ويقرّ بها، بمن فيهم الأمريكان والبريطانيون.

الهدنة في اليمن الآن فرضت على إيران فرضاً، وهي مترددة في قبولها، تُقدّم رجلاً وتؤخر أخرى لأنها تحتاج ورقة اليمن للاتفاق النووي، فمازال فيها رمق يمكن استخدامه.

الولايات المتحدة الأمريكية ممكن أن تستخدمها للضغط على إيران لو أرادت إدارة بايدن مقابل الاتفاق رفع العقوبات، هذا لو أرادت.

كما أن الضغط الروسي على إيران ممكن لو أرادت موسكو كذلك فبيدها تعطيل الاتفاق لو أرادت.

إنما مع الأسف الاثنان روسيا وأمريكا تريدان ابتزاز السعودية بهذه الورقة إلى الآن، والداعم اللوجستي للحوثي هم البريطانيون لهم دور أيضاً في استمرارها.

أما الأمم المتحدة فقرارها غربي صرف فإن أرادوا تعطيل الحوثي أو إيقافه فإنهم يستطيعون، وإن أرادوا استمراره فإنهم يستطيعون أيضاً، إنما كما يرى الجميع هناك حراك مستعر تقوم به الأمم المتحدة كلما أوشك الحوثي على السقوط.

الحوثي إذاً ورقة ضغط إيرانية أمريكية روسية على المملكة العربية السعودية، ولا تعني لهم معاناة الشعب اليمني شيئاً، والفرحة التي يبدونها بسبب قبول التحالف العربي الهدنة ليست فرحة لتخفيف معاناة الشعب اليمني إنما فرحة لإنقاذهم الحوثي ومنحه فرصة التقاط الأنفاس.

جو بايدن أعلن عن سعادته لهذه الهدنة، وتسوّق إدارته أنها فكرته، وأن ذلك ما كان يدعو له بايدن قبل انتخابه وأنه الآن (سعيد) بالقرارات السعودية ولهذا قد يفكر بزيارتها، وكأن استمرار الحرب ليس بسبب تعنت إيران واستمرارها بتزويد الحوثي بالسلاح.

الحقيقة أن بايدن أبدى سعادته بالهدنة لأن الضغط عليه من قبل الإعلام والكونغرس لزيارة السعودية كبير، وهو من يبحث عن فرصة أو مدخل يسوّغ بهما تراجعه عن تعهّده بجعل السعودية دولة منبوذة، فكيف ينتهي به المطاف بزيارتها ولقاء ولي العهد السعودي ومصافحته؟!!

الجميع الآن يقول له الحل في السعودية ولا سبيل لخفض أسعار النفط إلا بزيارتك الشخصية لهم، وهو متردد خوفاً من إهانته كما فعلت السعودية مع بوريس جونسون، فاقترحوا عليه أن يزورهم في رمضان كما فعل أستاذه باراك أوباما الذي لم يستقبل في المطار، وتحججوا بأن رمضان له خصوصية لهذا لم يُستقبل الاستقبال الذي يليق بمكانة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أول رئيس أمريكي يعامل بهذه الطريقة وهو يخشى أن يتكرّر المشهد! لكنه يريد أن يسبق زيارة الرئيس الصيني التي من المقرّر أن تكون بعد العيد.

الخلاصة إذاً أن كل القرارات التي تُتخذ في الملف اليمني ليس منها قرار واحد معنيّ حقيقة بمعاناة اليمنيين، أصبح هذا الشعب ملهاة يُعبث بها لتمرير الاتفاق النووي، لتخفيض أسعار النفط، لابتزاز السعودية، لأي شيء، غير اليمنيين، وكل ما يقال في إعلامهم كذب وافتراءات، والصور الأفلام التي تنشر في إعلامهم وسيلة ضغط على السعودية فقط لا أكثر ولا أقل، وحدهما السعودية والإمارات اللتان تقدمان أكبر دعم للشعب اليمني من غذاء ودواء وطاقة وميزانية تُودع في المصرف المركزي.