جمعت مدينة السحر والجمال العقبة لقاءً اتسم بالعفوية والود والتواضع، بضيافة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبحضور قيادات رفيعة المستوى من كل من مصر والإمارات والعراق، في مشهد صادق ذكرنا بالعلاقات العربية المتميزة والتي ضربت بها الأمثال من قوة تماسكها، ومستوى التنسيق بها على جميع الأصعدة، لأن اللقاءات غير الرسمية ستحقق نتائج أكبر من الرسمية، لأنها تضع القادة في جو ودي يساهم في تحقيق النتائج المرجوة بشكل سريع وفعال، نحو مستقبل أفضل لجميع الأطراف.

عند الحديث عن اللقاءات العربية غير الرسمية، نجد أنها تعود للعادات العربية الأصيلة، حين يلتقي القادة العرب بشكل عفوي، تشتد الروابط بين القادة قوة، ويرفع الحرج وتطوى الخلافات وتقترب المسافات استعداداً لأوقات الشدة، ولاشك أن تقوية روابط القادة ستساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط بين الشعوب، ومن المتوقع استمرار هذه اللقاءات في المستقبل القريب، نحو شراكة إقليمية عربية تحقق تطلعات شعوب المنطقة.

حمل المشهد في مدينة العقبة دلالات واضحة على أهمية الشراكة العربية، والتنسيق المشترك والتكامل السياسي والاقتصادي والأمني بين الدول العربية المؤثرة على جميع الأصعدة، لمواكبة التحديات الإقليمية والدولية بما فيها تداعيات الأزمة الأوكرانية، وما نتج عنها من تحديات في مجالات الأمن الغذائي والاقتصاد والطاقة، بالإضافة إلى اقتراب إعلان الاتفاق الإيراني النووي الجديد، والذي يبدو أنه لم يحمل ضمانات أمنية، بالإضافة إلى ضرورة استمرار التصدي للإرهاب والتطرف. يحسب للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، دعوته الكريمة لأشقائه العرب الذين بدورهم قد لبوا الدعوة، وهذا يعكس القيم العربية النبيلة والعادات العربية الأصيلة، كما تدل على حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على أمن المنطقة العربية، وكان واضحاً جلياً من لقاء العقبة التشاوري، وجود الثقة المتبادلة والمبنية على أواصر تاريخية، وعلاقات أخوية بين كافة الأطراف، ولذلك جاء لقاء العقبة ليناقش بكل شفافية التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وما هي الاستعدادات والتجهيزات الاستباقية التي تحتاجها المنطقة، لتحمل تداعيات المرحلة المقبلة في ظل المتغيرات المتسارعة. لقاء العقبة جمع ما بين الأردن بدورها الموثوق إقليمياً ودولياً، ومصر بثقلها التاريخي والمحوري، والعراق بأهميتها الاستراتيجية، والإمارات بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري، ولاشك هذا التكامل سيضاعف الفرص الاستثمارية الاقتصادية، وسيعزز العمل على حفظ أمن واستقرار الإقليم، وأن هذه الجهود العربية المخلصة، ستضع مصلحة الوطن العربي في المقام الأول، وسعادة وازدهار الشعوب كهدف رئيس، لمخرجات هذا النوع من اللقاءات البناءة على غرار لقاء العقبة العربي.