ونحن نحتفل اليوم بالذكرى العشرين لتأسيس المجلس الأعلى للمرأة، عادت بي الذاكرة لفرصة متميزة حصلت عليها بإجراء مقابلة تلفزيونية مع صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم
آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والتي بثت على قناة CNN الأمريكية.
أتذكر جيداً تفاصيل تلك المقابلة، التي ألقت الضوء على رؤية سموها للمرأة، وتلك الوعود النيرة التي أطلقتها سموها حينها، وها نحن اليوم وبعد عقدين من الزمن نرى النظرة العميقة التي تحملها سموها، تجاه المرأة ووضعها في البحرين والمجتمع.
سمو الأميرة سبيكة، وجهت إلى وسائل الإعلام الدولية رسائل واضحة وقوية، حول تمكين المرأة البحرينية، ومضيها قدماً في كل مجال، وتحققت رؤية سموها وتحولت إلى واقع تعيشه كل بحرينية، وأنا منهم.
خطاب سمو الأميرة حينها لوسائل الإعلام المحلية والعالمية، عكس إيمان سموها بأهمية الصحافة، كعنصر هام ومساهم في نمو ونجاح البحرين في جميع المجالات، وأكدت رسالتها ببساطة أن السيدة الأولى في البلاد ترى الصحافة كشريك أساسي منذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة.
الصحافة البحرينية عملت دائماً بشكل وثيق مع المجلس لإلقاء الضوء على احتياجات المرأة البحرينية وتطلعاتها والتحديات التي تواجهها، الأمر الذي مكن الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة من أن تكون شريكاً في النمو الشامل والنجاح الذي حققناه.
نمت هذه الشراكة يوماً بعد يوم وكان قانون الأسرة أحد ثمار هذا التعاون الرائع، وحين صدوره كان إنجازاً يفخر الصحفيون بالمساهمة في تحقيقه، وكان هذا القانون يعني أن التمكين لا يعني بالضرورة تحقيق المرأة تمكينها في العمل أو المناصب فقط، وإنما حمايتها ورعايتها وتعزيز دورها في المنزل والمجتمع.
حماية حقوق الأسرة تعني حماية كل فرد في المنزل، وحماية الحقوق الفردية في المنزل تعني حماية جيل كامل، أمة بأكملها، وكانت المرأة البحرينية بحاجة إلى رؤية الامتنان والتقدير وقد مُنحت ذلك.
كانت المرأة بحاجة إلى فرص، وقد تم منحها ذلك، وكانت بحاجة إلى الدعم وتم منحها ذلك، ونجحنا بفضل جلالة الملك المفدى وسمو الأميرة سبيكة، ونجحت البحرينية كوزيرة وبرلمانية وطبيبة ومصرفية، ومهندسة في كافة الأماكن، فضلاً عن القطاعات العسكرية كقوة الدفاع ووزارة الداخلية، والأهم هو نجاحنا كنساء بحرينيات في الوطن.
وكل قصص النجاح هذه تمت مشاركتها مع العالم عندما تم وضع المرأة البحرينية في المقدمة وأثبتت قدرتها على تحقيقها محلياً وإقليمياً ودولياً، وهذا بالضبط ما أعادني إلى الحوار الذي أجرته صاحبة السمو الملكي لـ CNN بعد عقدين من الزمن، حيث لم يكن التواجد في المقدمة مجرد رؤية بل حقيقة على أرض الواقع، والقصة التي تمت مشاركتها مع العالم أصبحت حقيقة مشرفة نعيشها اليوم.