حفلتْ وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات أغلبها ساخرة من هذا الخبر.

«تصدرت مملكة البحرين الدول العربية، واحتلت المرتبة الأولى عربياً حسب تقرير السعادة العالمي 2022، إذ حصدت 6.647 على 10 نقطة لمتوسط 3 أعوام ابتداء من 2019 وحتى 2021، في حين حلّت في المرتبة الـ21 عالمياً، تلتها الإمارات العربية المتحدة في المرتبة 24 والمملكة العربية السعودية بالمرتبة 25، والكويت في المرتبة الـ50 عالمياً حسب التقرير».

وأرفق أحدُ الأصدقاء مع هذا الخبرِ خبراً لدراسةٍ بحرينيةٍ ميدانيةٍ أُجريت عام 2013 وصلت إلى «أن 71% من البحرينيين يعانون من القلق وأن 51% من البحرينيين لديهم اضطرابات نفسية، وأن نسبة انتشار القلق بين البحرينيين تفوق المعدل العالمي بكثير؛ حيث يبلغ المعدل الطبيعي 26% فقط، وأظهرت الدراسة أن 62% منهم يعانون من مشاكل متعلقة بالنوم و35% فيهم اكتئاب».

بعضهم قال إن الخبر استفزازي وإن النتائج غير صحيحة، وهل من المعقول أن نتفوق على دول عربية كالإمارات التي تصدرت القائمة العربية لسنوات، وإنه لَطَبيعي أن تتصدر دولةٌ كالإمارات، إنما البحرين؟ كيف؟ وعلى أي أساس؟

لنعرف أولاً أنه «صدر تقرير السعادة العالمي الأول في 1 أبريل 2012 كنص أساسي للاجتماع، ولفت انتباهاً دولياً باعتباره أول مسح عالمي للسعادة في العالم، حيثُ حدد التقرير حالة السعادة العالمية وأسباب السعادة والبؤس والآثار المترتبة على السياسات التي أظهرتها دراسة الحالة».

في سبتمبر 2013 «قدم تقرير السعادة العالمي الثاني أولَ متابعة سنوية، وتصدرُ التقاريرُ الآن كل عام، ويستخدم التقرير بيانات من استطلاع غالوب العالمي، والتقارير السنوية متاحة للجمهور على موقع تقرير السعادة العالمي، وفي التقارير كبار الخبراء في العديد من المجالات كالاقتصاد، وعلم النفس، والتحاليل الاستقصائية، والإحصاءات الوطنية، إضافة إلى وصف كيفية قياس الرفاه، ويمكن استخدامها على نحو فعّال لتقييم التقدم المحرز في الأمم، وينظم كل تقرير المسائل المتعلقة بالسعادة، بما في ذلك الأمراض العقلية، والفوائد الموضوعية للسعادة وأهمية الأخلاق، والآثار المترتبة على السياسات، والروابط مع نهج منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لقياس الرفاه الشخصي وتقرير التنمية البشرية». «ويكيبيديا».

الجدير بالذكر أن التقارير الأخيرة أدخلت معاييرَ جديدةً في اعتباراتها نتيجة لما فرضته جائحة «كوفيد19» من احتياجات إنسانية؛ لذلك «تجدر الإشارة إلى أن تقرير السعادة العالمي 2021 قد تمّ تجميعه بشكل مختلف قليلاً هذه المرة بسبب فيروس كورونا».

ولم يقتصر الأمر على عدم تمكن الباحثين من إكمال المقابلات وجهاً لوجه في عدد من البلدان، بل كان عليهم أيضًا تغيير الأمور تمامًا من خلال التركيز في العلاقة بين الرفاهية و«كوفيد19».

واستند التقرير بشكل أساسي إلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر المتوقع، والكرم، والدعم الاجتماعي، ودخل الحرية والفساد منذ إطلاقه في عام 2012. وأضاف موقع سي أن أن بالعربي نقطة هامة جداً أخذت في الاعتبار لقياس السعادة هذه المرة، والتي ذكرها البروفيسور جان إيمانويل دي نيف، مدير مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد، وهو مساهم آخر في التقرير: «أظهر بحثي السابق كيف أن العمال السعداء يكونون أكثر إنتاجية بنسبة 13٪».

وتابع: «تثبت هذه الورقة أن السعادة لا يحركها الأجر، وأن الروابط الاجتماعية والشعور بالهوية أكثر أهمية»!!!

أخيراً بودي أن أقول كلمة لزملائي دون «زعل»: ليت صحافتنا حين تنقل الخبر تجتهد قليلاً بشرح أبعاده وخلفياته وأصل القصة، فلا تترك مصدر استفزاز كهذا دون شرحه.

وبودي أن أقول كلمة لأهلي شعب البحرين: قد لا نكون أغنى الشعوب، إنما لدينا نِعَم لا نحصيها يحسدنا عليها آخرون، لِنُعِدْ فقط تقييمَ ما نملك على المستوى العام وعلى المستوى الشخصي كذلك، وأسعد الله الجميع.