يوم أمس نُشر خبر عن «دراسة طبية في جامعة البحرين استنتجت أن الانخفاض في مستويات الأحماض الأمينية قد يكون مرتبطاً باضطرابات الغدّة الدرقية لدى مرضى السكري».

واقترحت الدراسة -التي شاركت بها رئيسة قسم العلوم المتكاملة بكلية العلوم الصحية والرياضية بجامعة البحرين الدكتورة رباب عبدالوهاب في المؤتمر الخامس للطب الباطني والسكري والسمنة «IMDO»، الذي عقد في الفترة من 17 إلى 19 فبراير 2022- «استخدام هذه النتائج لتحديد نوعية علاج مرضى السكري، أو استخدام الأحماض الأمينية كمكمّلات غذائية لتحسين إدارة المرض، ومنع المضاعفات في المستقبل».

إن كانت المكمّلات الغذائية تلك التي نتناولها بدون استشارة في أحيان كثيرة كالفيتامينات والمعادن مؤثرة ومهمّة بهذا الشكل، أسأل ولست الخبيرة عن السبب وراء عدم استعانة الأطباء الاستشاريين بالطب البديل؟ أو بخبراء التغذية لعلاج العديد من الأمراض التي ثبت أن لها علاقة وارتباطاً وينفع معها التداوي بالغذاء أو بالأعشاب؟

خاصة أنه قد ثبت أن العديد من الأمراض له علاقة بما نأكل ونشرب، هذا لا جدال فيه، ولكنّ الأطباء يكتفون بوصف الأدوية ومتابعة تطوّرات المريض من خلال مراجعتهم بعد عدة أسابيع لمعرفة أثر الدواء فقط، وفي حالات محدودة يحوّلون المريض على استشاري التغذية كالسُمنة مثلاً وذلك من أجل تخفيف الوزن إن كان هناك ارتباط بين السُمنة والمرض؛ لِمَ التردد في التعاون بين الاثنين، ما الذي يمنع وكأن هناك حساسيّة تجاه طلب المساعدة وبالأخص بالبدائل؟!

بسبب عدم تنظيم عملية التكامل والتعاون بين الاثنين «الطب والطب البديل» نما سوق ضخم ميدانه «الواتساب» ودخل فيه كلّ من هَبّ ودبّ، ويتم تداول الآلاف من رسائل العلاج البديل وازدهرت أسواق العطّارين والحواج وسمعنا بنباتات لم نسمع بها من قبل، وانتشرت عبر برامج اليوتيوب أسماء كثيرة لأشخاص يقدّمون النصائح لتناول المكمّلات الغذائية ونرى منها شركات ارتفعت مبيعاتها وتُطلب منتجاتها عبر «الأونلاين».

المسألة لا تقف عند ترخيص هذا النوع من الممارسة الطبية فقط، فهذا تقوم به «نهرا» مشكورةً بوضع معايير، وتقوم بعمل امتحانات لمن يريد ممارسة هذه المهنة حتى لا تكون فوضى، إنّما ما أقصده أن التعاون بين الاثنين الطب العام والطب البديل من شأنه أن يُسارع في العلاج في العديد من الحالات، ومن شأنه أن يقطع الطريق على الدخلاء، إنّما نادراً ما سمعتُ طبيباً يقول للمريض خُذ هذا المكمّل الغذائي إلى جانب الدواء الذي وصفتُه لك فإنه يساهم في تفعيل الدواء أو يُساعد في تخفيض حدّته أو يقول له إن إكثارك من هذه المادة مفيد، ناهيك عن أطباء لا يتحدّثون أصلاً، يكتفي بوصف الدواء وينظر لك شزراً، أي قم افسح الطريق للذي بعدك!

هذه وجهة نظر مريضة بالسّكر من النوع الثاني ساهمت بعض المكمّلات والأغذية في التأثير على انخفاضه، شفانا الله وإياكم من كلّ شرّ.