«في أوتاوا يحتل معارضو التدابير الصحية شوارع وسط المدينة ولاسيما شارع ويلنغتون أمام البرلمان الكندي. ولاتزال حوالي 400 شاحنة في المكان مع تنظيم محكم مع نصب خيم للتدفئة وأكشاك طعام» انتهى الخبر.. خيم وأكشاك طعام؟!! هل يذكّركم هذا بشيء؟

«وكانت الشرطة الكندية قد أعلنت أنها ضبطت أسلحة وذخائر وأوقفت 11 شخصاً كانوا يشلّون معبراً حدودياً بين كندا والولايات المتحدة في كوتس في مقاطعة ألبرتا وضبطت معهم أسلحة وذخائر، في إطار الاحتجاج على تدابير مكافحة (كوفيد 19). وقالت الشرطة الملكية الكندية إنها ضبطت بنادق ومسدسات وساطوراً و«كمية كبيرة من الذخائر». وفتح تحقيق «لتحديد مستوى التهديد والمنظمة الإجرامية» التي تقف وراءه». انتهى الخبر.. مرة أخرى هل يذكّركم الخبر الثاني بشيء مرَّ على الذاكرة البحرينية؟!!

«جاجمت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد «NDP»  يقول كان هدف قافلة الحرية «إشارة إلى المحتلين للشوارع» هو «قلب نظام الحكم» و«مضايقة المواطنين وتهديدهم ومهاجمة الناس لهذا أعلن جاستن ترودو رئيس وزراء كندا «قانون الطوارئ» الكندي لمواجهة المحتجين».

«القانون يمنح الحكومة حقّ مصادرة الممتلكات وتعليق الخدمات واحتجاز الأشخاص، وتحديد الأماكن التي يمكن للناس التواجد فيها والتوجه إليها، يصادر الحريات ويمنح الحكومة سلطات مطلقة لاعتقال الناس دون محاكمات ومصادرة ممتلكاتهم، بل هدد ترودو مؤخراً بأنه بموجب التدابير، تستطيع المصارف تجميد حسابات أي شخص على علاقة بالاحتجاجات، دون أمر قضائي إلى هنا انتهت الأخبار الكندية». هذه مقتطفات من آخر الأخبار الكندية، وتعليقنا أنه لابد أنكم تمزحون لأن التقليد ممنوع وهناك ما يسمّى بالملكية الفكرية فاحترموا الحكاية الأصلية على الأقل.

أهم شيء.. السفير الأمريكي في كندا السابق في عهد أوباما بروس هيمان، قال إننا كأمريكيين لا يجب أن نتدخل في الشأن الداخلي لكندا وذلك على خلفية الأخبار التي ذكرت بأن هناك تمويلاً أمريكياً للمحتجين الكنديين يأتيهم من أنصار ترامب، وهذا ما رفضته إدارة بايدن التي تؤيد ترودو.

الانتقائية والتناقض بأفقع ألوانهما موقف الحكومة الكندية وموقف الإدارة الأمريكية اليسارية المتحالفتين مع بعضهما البعض أباحا ما حرّماه علينا وحرّما عندهما ما حلّلاه عندنا.

يا إلهي كيف تنتقل الشرارة التي أشعلتموها في دولنا ومجتمعاتنا بهذا الشكل السريع إليكم؟

كيف يشهد ذات الأشخاص وهم نحن الذين عانينا من منطقكم الغريب والأعوج تجاه الأمن والسلامة في دولنا، والذي حلل وشرع كل تلك الأشكال الفوضوية الدموية من غلق للشوارع ومنع الحركة وحمل السلاح وو، ثم حاول أن يمنعنا من حفظ أمننا وسلامتنا بحجة الحريات، كيف يواجه اليوم ذات الفوضى وبنفس الطريقة «خيم وأكشاك طعام وسلاح وقطع طريق... إلخ» ويضطر أن يستخدم ما منعنا من استخدامه وهو «قانون الطوارئ»؟

نعرف أن الأيام دول، أي قابلة للتداول، إنما أن تراها في عمرك الزمني وهي تلقن الدروس والعبر لمن أساء لك بذات الإساءة تطاله ويعاني منها، فهي حكمة ربانية.