كلما قلنا غدا الشر ولربما تتمكن قطر من إزاحة هذا الثقل الملقى على كاهلها وتعود عربية حرة أبية لعمقها وامتدادها الخليجي العربي الطبيعي، أمس ظهر لنا حمد بن خليفة على قناة الأفعى ليؤكد التزامه بإكمال مهمته الأصلية التي نُصِبَ من أجل إتمامها على كرسي الحكم، ألا وهي إسقاط «الدولة» في عالمنا العربي.

فلا اتفاق العلا ولا جولات وابتسامات الأمير الشاب تميم قادرة على أن تغطي على تحركات الأمير الوالد وإصراره على أن يكون في الصورة، فمازال الأب ممسكاً بمنظومة الحكم لا ابنه، هو ومعه فريق مساند من غير القطريين من يقرر إن كانت قطر ستتخلى عن مهمتها ودورها أم لا؟ ولن تتخلى لأنها إن تخلت أزيح عن مكانه، حمد بن خليفة ملزم بإكمال الدفع فالمشروع مازال قائماً.

والكلمة التي ألقاها حمد بن خليفة في احتفالية قناة الأفعى أي الجزيرة لمرور ربع قرن من الخراب والكذب والافتراء، خمسة وعشرون عاماً صرف حمد بن خليفة دم قلبه على سيفه البتار وأمس ألقى كلمته التي تؤكد أنه مازال هو الحاكم الفعلي وأنه مازال متمسكاً بحلمه القديم، يعيش أوهامه، مستمراً في دفع التزاماته المالية والدعم الإعلامي واللوجستي لكل من يحمل سلاحاً ضد «الدولة» العربية أينما كانت، مبشراً بدمار عربي وواعداً بدعم كل من سيقوض «الدولة» ناقضاً بذلك كل ما تم الاتفاق عليه، وليست هناك مناسبة لهذا الإعلان عن استمرار مهمته كالاحتفالية بأداته التي من خلالها جيّش الشعوب وخدع الملايين على مدى عشرين عاماً قبل أن تتكشف خيوط المؤامرة.

لا أمل في إفاقة مَن عاش حلم الطفولة بالزعامة العربية وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً بذل الغالي والنفيس ومازال من أجل تحقيق هذا الحلم، لا فائدة ولا رجاء في من صدق وعود من لا وعود لهم، وصدق أنهم سينصبونه زعيماً على العالم العربي «شر البلية ما يضحك» طبعاً بعد إنجاز مهمته ودوره المطلوب منه في إنهاء حكم آل سعود كما قال للقذافي، وبعد تنصيب الإخوان على مصر وتونس وليبيا والإطاحة بالحكم في البحرين بعد أن تسيل الدماء في شوارعها وهدم حكم الكويت، مازال الأخ مصدقاً أنه سيقود هذا الدمار وسيقف على أطلاله لابساً البدلة العسكرية يتلقى التهنئة من الشعوب العربية التي ستراه مخلصاً، هذا ما أكد عليه في كلمته التي ألقاها مهدداً الأنظمة العربية «الاستبدادية» التي لا تستمع إلى شعوبها بالزوال ومذكراً إياها بأن شعوبها لم تقل بعد كلمتها الأخيرة!!

أنت شعبك لم تسمعه وألقيت بمن رفع صوته في السجون، ألغيت حقوق ثلث الشعب القطري، الآن تحاضرنا عن حرية التعبير والديمقراطية ومناهضة الاستبداد؟ يا أخي «التناقض» بحد ذاته يستحي من تناقضاتك، فهل ينطبق ما قلته على معارضيك من الشعب القطري، أي أنهم لم يقولوا كلمتهم الأخيرة في نظامك بعد؟

مسكين الأمير تميم كلما حاول أن يثبت أنه نحى والده وأن الأخير له المكانة الاجتماعية فقط ولا قرار سياسياً في يده، ظهر الأب ليهدم كل ما بناه الابن من جديد ويعيد قطر لنقطة الصفر عربياً. خلاصة القول لا فائدة وأمل ولا رجاء ينتظر من قطر مازال هذا الشخص موجوداً.