قناة الجزيرة نقلت على الهواء مباشرة أهم حدث تاريخي في الكون خصصت له أكثر من ساعة نقل مباشر زلزلت الأرض بسبقها الإعلامي وتسمر الناس أمام شاشة الجزيرة، فما هو الحدث العالمي الذي استدعى قطع البث والانتقال مباشرة لموقع الحدث؟

خمس نسوان فتحن الأون لاين مع بعضهن البعض يسولفن، اثنتان منهن بحرينيتان كان لهما دور في أحداث 2011، وثلاث (مدموزيلات) شابات صغيرات أخريات يدعين أنهن خبيرات في شؤوننا، عنوان (اليلسه) «حقوق المرأة في الخليج» ولكن الساعة كلها كانت عن واقع المرأة البحرينية.

لم أشاهد الحلقة ولا أحد (درا) عنها لكنني عرفت بالموضوع حين علمت أن هناك حلقة يعدها تلفزيون البحرين للرد على ترهاتهن، لأن من وظيفة إعلامنا رصد كل ما يقال عن البحرين والرد عليه.

فقد كنت قد اتخذت قراراً بعدم الانشغال بالجزيرة فهي مجرد منصة نباح وتخصصها واهتمامها النباح ضد البحرين، رأيي إن كنا نريد أن نرد على ترهاتها فلابد من الرد على من (شغلها).

لذلك فإن أفضل ما يقال عن هذه (اليلسه) التي أمر النظام القطري جزيرته بنقلها، سامعين عن شر البلية ما يضحك؟ شر البلية أن يضع النظام القطري منصته المسماة الجزيرة فقط للطعن والنيل من مملكة البحرين، فإذا وصل إلى علمهم أن هناك من عطس وهو يشتم البحرين جروا له واتفقوا معه على أن يعاود العطسة من جديد حتى ينقلوا شتمه للبحرين مباشرة عل وعسى يشفي غليلهم!

مساكين كم هي البحرين عقدة العقد لهذا النظام الذي سخر أمواله وموظفينه وأداوته للنيل منها، إلى هذا الحد شاغلته البحرين؟ أتدرون ما مشكلة النظام القطري مع البحرين؟ مشكلته أنه لم يتمكن إلى الآن من التخلص من الحقائق التاريخية وأثرها رغم أن الله أنعم عليه وبدل حاله، لكنه مازال متأثراً بالوقائع والحقائق التاريخية التي تعرف كل منا بموقعه، لذلك هو قادر على مصالحة الجميع لكنه يأتي عند البحرين ويقف فالواقع الافتراضي عاجز عن مواجهة الواقع الأصلي.

ودع عنك الماضي، ركز على الحاضر وهذه أيضاً مشكلة أخرى، مسكين لأنه لم يستطع أن يتجاوز الحاضر الذي يميز الشعب البحريني وما حققه من فوز في سباق العلم والعمل بفضل حكم رشيد، فالمال لا يصنع حضارة ولا يشتري تاريخاً، وأموال الدنيا كلها لن تأتي لك بشعب كالشعب البحريني ولا تجلب لك واقع ما وصل إليه هذا الشعب من مكانة كسبها بعلومه وبجهده وباجتهاده، ولن يشتري لك واقع الصحة مثلاً في البحرين، أو واقع المرأة أو واقع التعليم ووو، انظر بعينك وأنت ترى كيف أدارت أسرة آل خليفة نظام الحكم في البحرين وحققت تلك المكاسب من زمن الزبارة إلى اليوم وبموارد أقل مما أنعم الله عليكم بها.

نعرف أنه من الصعب عليكم التصالح مع البحرين لأن الأمر يحتاج أن تتصالحوا مع أنفسكم أولاً وتقبلوا بالفوارق مع رحابة صدر فكل إنجاز بحريني هو إنجاز لكل الخليج والعرب، ونحن ـ والله على ما نقول شهيدـ فرحنا ومازلنا نفرح لأي إنجاز يحققه الشعب القطري، فالواثق من نفسه لا يزعجه نجاح الآخرين أبداً، إنما هذا لا يتأتى إلا مع الأصحاء الذين لا يعانون من عُقد.

من يتمتع بالثقة بالنفس من يتمتع بطيب الخلق من يتمتع بالتصالح والهدوء النفسي لا يهمه الماضي المؤلم بإمكانه أن يتجاوزه وينتقل إلى رحاب الحاضر والمستقبل بأريحية تامة، لذلك البحرين ولله الحمد مدت اليد لكم بعد اتفاق العلا رغم أنها تعلم أن هذا النظام لن يستطيع أن يصفي النية ولن يستطيع أن يتخلص من عُقَدِه، ومازالت تمد اليد لا من ضعف أو من عجز أو من قلة حيلة، إنما هذا مستوى من الوثوق لا يصله إلا المعدن الأصيل من طيب توارثه أباً عن جد، وثقة بالنفس واعتزاز بماضيها وحاضرها ومستقبلها بإذن الله غرس في جيناتها.

أما ما يضحك هذه المرة من شر البلية أنهم يتحدثون عن أوضاع المرأة في البحرين، ألم تجدوا ملفاً آخر غيره؟ هنا عليك أن تستلقي على قفاك من الضحك، على رأي الإنجليز انظر من يتحدث؟!!

مع جل احترامنا وتقديرنا للمرأة القطرية وللشعب القطري، ولكن إذا أردتم أن تفتحوا ملفاً تنتقدون به البحرين فابتعدوا تماماً عن واقع المرأة البحرينية، إذ حين يأتي الحديث عن المرأة البحرينية وما أنجزته وما حققته فعليك أن تنحني لهذا التاريخ، وأخيراً وليس آخراً حين يأتي الحديث عن المجلس الأعلى للمرأة فإنك تتحدث عن المؤسسة التي مكنت البحرينية اقتصادياً وسياسياً وتشريعياً وبفضل جهود سيدة البحرين الأولى الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة الحشيمة العظيمة المثقفة المتحدثة اللبقة التي لا تحتاج لأي تصنع الأصيلة الواثقة من نفسها، وصلت المرأة البحرينية إلى ما وصلت إليه الآن، فهي من وضع الاستراتيجية الخاصة بحقوق المرأة وهي من أشرف على دقائقها وتفاصيلها حتى مارست البحرينية حقوقها المشروعة في كل موقع، والأرقام تتكلم، والشهادات العالمية تتحدث.

هذه هي زبدة واقع المرأة فإن كنتم تريدون أن تفتحوا الدفاتر للمقارنة فحياكم، وإن كنتم ستصرون على نقل أي (يلسه) نسوان، فعلى الأقل أضيفوا اسم نوف المعاضيد القطرية الهاربة بسبب اضطهاد المرأة القطرية حتى تكمل (اليلسه).