قبل ثلاثة أسابيع كانت العائلة مجتمعة للعشاء، عدد ليس بالقليل من الأنساب والأحفاد والخالات والعمات، إنما لا يتجاوز الحد المطلوب خاصة وأنه كانت هناك مناسبة عائلية، وفجأة سُمِعَ صوت "دبم" على السطح، أحد الشباب من العائلة صعد بسرعة ليعرف السبب، ووجد نفسه أمام شاب يبدو عليه الذعر والخوف والنحول والاصفرار تصارع الاثنان واستطاع "سبيادرمان" الرجل الذي قفز على سطح البيت أن يتخلص من قبضة البطل ويقفز على سطح المطبخ الخارجي الملاصق للبيت، فصرخ البطل ينادي أسرته أن "البايق" على سطح المطبخ الخارجي لا تدعوه يهرب، و"سبايدرمان" يحلف بأغلظ الإيمانات أنه ليس "بايق" فخرجت العائلة عن بكرة أبيها لتمنع سبايدرمان من الهروب، والتفوا جميعهم حول المطبخ، وتبين أنه ليس هناك مخرج فلا يمكنه الصعود مرة أخرى للسطح فهو عالٍ، ولا سبيل له بالخروج إلا بالنزول، وإن نزل عليه اختراق كل أفراد العائلة وشغالاتهم الذين عملوا تشكيلة رأس حربة تحت "مادري ليش تذكرت برنامج الحصن".

سبايدرمان يستحلفهم بالله أن يتركوه يخرج فهو ليس بلص ولا يريد بهم شراً، ثم اضطر أن يعترف، كنت عند أحد "أصدقائي" في العمارة المجاورة وأهل "أصدقائي" رجعوا فجأة، فاضطريت أخرج من النافذة، ولم يكن أمامي سوى القفز على سطح بيتكم، ويتوسل فيهم "فقط دعوني أخرج افتحوا باب الكراج الذي في آخر الممر وسأخرج منه"، والأسرة تصرخ فيه انزل انزل.

سبايدرمان لم يجد بداً من النزول خاصة أنه قد أنهك من القفزات الثلاث نزل راضخاً وعينك ما تشوف إلا النور، كل العائلة "بركت عليه" هذا يشل رجله وذاك يضع رأسه في الأرض وآخر يكتف يديه واليهال ترفس فيه والنساء تصرخ عليه، والشغالات ساهمن بعملية القبض وحللوا لقمتهن، المهم الأخ كان منتهي أصلاً فاستسلم لهم إلى أن جاءت الشرطة، واستلمته، وأعتقد أنه كان يستعجل وصول الشرطة!!.

القصه لم تنتهِ هنا.. بعد ساعة والأسرة تستعرض بطولاتها التلفون يرن والمتحدث من مركز الشرطة ليلقي عليهم الخبر الصاعقة، سبايدرمان الذي قبضتم عليه مصاب بكورونا عليكم جميعاً الآن إجراء الفحوصات وحجر أنفسكم!!!!! هنا كل فرد استرجع شريط الذكريات ليسأل نفسه أي جزء من الوباء كان في يده، هذا يقول مسكته من يده وذاك يؤكد أنه مسح بجمجمته الأرض، أحد العيال يقول كأن شغالتنا عضته، بمعنى أنهم "تمردغوا" بكورونا "تمردغ"!

وطبعاً اضطر سبايدرمان أن يعترف على اسم "أصدقائه" الذين كان باستضافتهم ويفضحهم حتى لا يتهم بالتستر على مخالطين.

الجزء المريح في القصه أن العائلة كلها متطعمة فالحمد لله أكملوا الحجر ونتائجهم جاءت سلبية، أما سبايدر مان و"أصدقاؤه" فكانت فضيحة بجلاجل وسبايدرمان أعتقد أنه كفر بالحب وسنينه ولا أحد يعلم إن كان راغباً في الزواج أو قادراً عليه أصلاً.

أنا سمعت عن مساعدات تلقى عليك من فوق لكن كورونا تأتيك بالباراشوت هكذا لم أسمع.

حفظكم الله وحماكم من كل سوء وخميسكم ونيس بإذن الله وستفرج.