لم يعد خافياً على الجميع نسب هذه القناة التي كانت في منتصف التسعينات مجهولة النسب ومجهولة الأبوين، حتى بدأت الحركات الإرهابية في الظهور لتسطع أنياب هذه القناة وسط تلك الجماعات التي اتخذت من الدين ستاراً لها، ومن حرية الرأي المزعومة غطاء تخفي تحته أدوات القتل والتدمير والخراب.

الانقلاب الأسود والغادر كان البداية لولادة تلك القناة من رحم الخيانة بخطة حاكها الابن ضد أبيه بتخطيط خبيث كخبث تلك القناة المتعطشة لدماء الأبرياء وصيحات الثكالى وعويل اليتامى والأرامل.

خطة «الجزيرة» لم تقف عند تجميل انقلاب الغدر، ولا عند تدمير الدول، ولا بدعم الجماعات الإرهابية، بل توسعت القناة لتُنشِئَ لها جماعات تدعي الإسلام وتتخذه غطاء لها، تقودها مرجعيات راديكالية متطرفة تلاقت أهدافها وتقاطعت مع أهداف الجزيرة لتشكلا تحالفاً دموياً متعطشاً للدماء وعاشقاً لتراكم الجثث ويستمتع بأصوات البكاء والعويل، وكل ذلك بغية مرضاة العصبة الشاذة التي تعاني من السادية بسبب عقدة النقص والتصغير الملازم لها.

شكلت القناة جماعات إرهابية وتخريبية بل وتدميرية بدأت من أفغانستان مروراً بسوريا ولبنان وليبيا وتونس واليمن، ووضعت يدها بيد إيران وحزب اللات وسلمت القيادة الصورية لتركيا بغرض تلبية شهوتها للسلطة حيث تمني النفس هي الأخرى باستعادة حكم العثمانيين وأمجاد الماضي الذي لم ولن يعود.

جماعات تناثرت هناك وهناك، تعتاش على الدماء وإن لم تجد ما يبقيها على قيد الحياة فستدور حينها الدوائر وستبحث عن ضالتها في ما يسمى بـ «كعبة المضيوم»، وستتقاطع حينها مصالحها مع مصالح القناة اللقيطة المرتزقة التي لن يردعها حينها لا عهود ولا موثيق، فهي ترتزق من بقايا الجيف التي تعودت أن تترك لها بين الحين والآخر.

الذراع الدموي «الجزيرة» سيلتف في يوم ما على عنق قطر، وهو الذي بدأت ملامحه تظهر للعيان وفي الداخل القطري الذي بدأ يضيق ذرعاً هو الآخر من سطوة منتسبي هذه القناة التي كانت في يوم من الأيام أجيرة وباتت سليطة ومتحكمة وستحرق الأرض التي أنشِئت عليها.