أتاحت حادثة السفينة الجانحة في قناة السويس الفرصة للتمعن أكثر في عقلية الأحزاب الأممية تلك التي تؤمن بالأمة ولا تؤمن بالوطن، وعلى رأسها تنظيم الإخوان، لنرى عن كثب نتاج عملية غسيل المخ التي مورست على أجيال عربية ربما جيلين أو أكثر تم نزع جذورهم العربية من تربتهم انتزاعاً وتركهم كالنباتات المائية يلقى بهم في أي مستنقع ويستطيعون أن يكملوا حياتها فيها، ثم جعلوهم يزدرون أوطانهم، وذلك أدنى درجات الانحطاط، لقد كانوا يشمتون وينتظرون فشل وطنهم وفشل أخوتهم، فهل رأيت «أوسخ» من هذه العقول؟
بداية نقولها بالخليجي كفو تنطح كفو للمصريين الذين نجحوا في حل أزمة القناة بأيديهم وبذراعهم وبأفكارهم، وأجمل من ذلك فرحة العرب بنجاح مصر والمصريين واحتفائهم بها، وشعور الفخر والاعتزاز بقدراتها، بعدت المسافة أو قربت دمنا العربي يحن ومصر لها دوماً في خاطرنا مكانة، نحبها ونفرح لها ونفتخر بنجاحاتها فخرنا بأنفسنا.
شعور جماعي جميل غمر كل من يحب مصر وما أكثرهم، فرحة جماعية عربية لكل من يحب الخير لمصر، ولمن يعرفها ويعرف مكانتها في القلوب، ولا عزاء للمتربصين الشامتين وهم عرب ومصريون غُسِلت أدمغتهم كما غُسِلت قلوبهم وتلوثوا بوسخ التحزب.
من شمت ومن انتظر السقوط ومن أعان كل عدو وخصم على مصر بسبب حادثة السفينة الجانحة كانوا مصريين وآخرين عرباً من خلفهم وقفوا خلف الباب الموارب في قنوات الخبث والخبائث التي تمولها قطر بانتظار السقوط وبانتظار أخبار الفشل فخاب ظنهم.
لن أتحدث عن أي جنسية أجنبية شمتت وتمنت فشل مصر، بل سأقف عند ما فعلته العقلية الإخوانية في المصريين من أتباعها وفي بقية العرب، منزوعي الكرامة والرجولة تبع العثمانيين.
لا ينظر أحدهم في المرآة الآن من الخزي ولا ينظر أحدهم في عيون العرب أو عيون مواطنيه من المصريين لأنهم سيرون نظرات التحقير والازدراء لناس باعوا بلدهم وهانت عليهم مصر، حقيقة مؤسفة أننا عشنا وشفنا مصري يتمنى فشل بلده ويحزن لنجاحها أي دناسة تلك التي طالت قلوب «الإخوان»؟
هذا ما فعلته الأحزاب «الأممية» في أجيال عربية باسم الدين، ضحكوا عليهم جردوهم من كسوتهم تركوهم عراة تحت عباءة مرشدهم، وقالوا لهم الإيراني أقرب لك من أخيك البحريني، أو الإيراني أقرب للعراقي من العراقي فقط لأن مرشد إيراني يضللهم، وكذلك فعلوا في المصريين فقالوا له التركي أقرب لك من أخيك المصري، عروهم ثم سخروهم لخدمتهم، والأغبياء يظنون أنهم هكذا أصبحوا أكثر إيماناً من غيرهم.. ألا ساء ما يحكمون.
عقول أجيالنا الجديدة تحتاج لتعقيم يفوق ما فعلناه مع فيروس كورونا لتطهيرها ولقاح العروبة لحمايتها وزيادة مناعتها لمقاومة أي تحور يطرأ على فيروس الأممية من جديد.