أتدرون حجم الضغوط على مصر؟ هل يعلم أحدكم منذ ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان حاولوا المستحيل كي يخنقوا مصر، منعوا عنها السلاح، قالوا عنها الدولة القمعية، تركوا الإرهاب يعيث بها عمداً ومع سبق الإصرار والترصد، بل مولوا الإرهاب ودعموه سراً وعلناً.

ضغطوا عليها بالتقارير الأممية وإعلامهم ومنظماتهم كلها ضدها، وذلك من أجل أن تضعف وتفسح مجالاً لتنظيم الإخوان أن يعود ويعيد تموضعه على أرضها.

تكالب عليها فلول الإخوان ودوائر أمريكية وأحزاب أوروبية، وتركيا التي تفرغت لمحاربتها تماماً بحراً وبراً، جميعهم ضغطوا من أجل أن تخنع وتخضع وتقبل برؤيتهم للحريات ورؤيتهم للديمقراطية بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان.

ولكن مصر التي في خاطري وفي دمي والتي أحبها من كل روحي ودمي، رفضت كل تلك الضغوط وقاومتها وبفضل من الله أولاً حارسها ثم بفضل وعي شعبها وحكمة قياداتها ومساعدة أشقائها خاصة التحالف الرباعي تمكنت مصر من أن تخرج من النفق وأن تقوى فلاتستسلم لتلك الضغوط، والآن هي تتكلم من موقع قوة من موقع الواثق من موقع المعلم لا التلميذ، فإن حاولوا أن يستهينوا بها جاءهم الرد الذي يجب أن يكون.

بيانها المشرف الذي ردت به بعثة مصر لدى الأمم المتحدة على تقرير مجلس حقوق الإنسان يوم 15 مارس قبل عشرة أيام وهو بيان يمثلنا جميعاً كعرب ويثبت أن هي تلك اللغة الوحيدة التي يفهمونها ويثبت أن مصر هي مصر ذات العمق الحضاري الذي يزيد عن عمر جميع دولهم.

البيان:

«السيد الرئيس

يعرب وفد مصر عن أسفه لما وصل إليه المجلس من تسييس فج وتصعيد غير مبرر، وإساءة استخدامه كغطاء من قبل دول تعتبر أن لها حق تقييم الآخرين وذلك للتعتيم على انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان.

فتدعي فنلندا والسويد والدنمارك وايسلندا والنرويج أنها الأكثر احتراماً لحقوق الإنسان، إلا أنه عندما وصل اللاجئون لأراضيهم صادروا ممتلكاتهم ويتبارى السياسيون في تغردياتهم العنصرية ضد الأفارقة والمسلمين بل و يدنس مواطنوهم مقدسات المسلمين دون حساب، فتصبح حقوق الإنسان لديهم نسبية، ورغم القضاء على العبودية المقيتة إلا أننا اكتشفنا أن لها جذوراً ضاربة في أعماق المجتمعات في أمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزلندا إذ يتم التعامل مع غير ذوي البشرة البيضاء كمواطنين من الدرجة الثانية.

أما ألمانيا وإيرلندا والنمسا وبلجيكا وفرنسا وهولندا فتنبري للمطالبة بحرية التعبير والتظاهر السلمي خارج أراضيها أما حين تقع التظاهرات لديها فلا مجال إلا للقوة والعنف غير المبرر من قبل الشرطة ولا تسمح تلك الدول بتواصل أحد من الخارج مع منظمي تلك التظاهرات، وتنضم سويسرا وليختنشتاين ولوكسميبرغ للركب المنادي بالحكم الرشيد والقضاء على الفساد إلا أنهم يترددون من إعادة الأموال المهربة إلى دولها الأصلية، وأظهرت جائحة كورونا الحالية ضعف شبكة التضامن الاجتماعي والرعاية الصحية في دول البلطيق التشيك وسلوفينيا والبوسنة وبلغاريا وإيطاليا وإسبانيا وكوستاريكا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية.

مصر من جانبها مستمرة في جهودها لتعزيز كافة الحقوق الإنسانية في إطار رؤيتها الوطنية وتلبية لطموحات جميع المصريين، ولذلك على من يريد التعاون معنا أن يتوقف عن اتباع هذا النهج الهدام» انتهى.

ونحن بدورنا نقول لحكوماتنا وأنظمتنا العربية أن لا يقل ردكم ثقة واقتداراً وتمكناً عن تلك اللغة التي صيغ بها البيان المصري مادامكم مخولين للرد عنا كشعوب على تلك العنجهية التي يخاطبوننا بها، فلا تدعي تلك الأنظمة الأوروبية أو الأمريكية أنها تتكلم باسمنا أو أنها تحمي حقوقنا أو أنها تراعي الله فينا، ونحن نعرف أن حقوق الإنسان التي يدعون حمايتها قد انتهكت على يدهم في كل موقع، وأنهم حين يتعرضون للخطر لا يسمحون للإرهابيين عندهم أن يحدثوا الفوضى والدمار في أرضهم لكنهم يريدوننا أن نمنح الحرية للإرهابيين والحرية للمجرمين والحرية لمنتهكي هويتنا أما هويتهم فغير قابلة للمساومة.

إلى هنا وجميع ردودنا يجب أن تكون بهذه اللغة فلدبلوماسية مكان آخر وليس هذا مكانها.

نحن شعوب متحضرة نعم، مسالمة نعم، ولكننا لسنا موضع تقييم ممن ثبت أنه يحتاج إلى إعادة تقييم.

الختام:

تحيا مصر رغماً عن أنف الإخوان وإيران وقطعانهم ومن يقف وراءهم.