الآن نحن نعيش نوعاً جديداً من الوباء لم نسمع ولم يسمع من كان قبلنا به، اجتاح الكرة الأرضية من جهاتها الأربع، وحتى الآن بلغ المصابون به عالمياً 100مليون و866 ألف شخص، والمتوفون 2 مليون و174 ألف شخص، وهناك أعداد كثيرة من الناس الذي تعافوا منه بفضل الجهود المبذولة في كل دولة، وما وفرته الحكومات من وسائل مكافحته للتخفيف من آثاره وضحاياه، وتأتي حكومتنا الموقرة في المراكز الأولى دولياً من حيث توفير فريق طبي وطني بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله تعالى ورعاه وسدد خطاه وأعضاء هذا الفريق تم اختيارهم بدقة من حيث التميز في مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية، نذروا أنفسهم جنوداً أوفياء وتراهم في الصفوف الأولى، مضحين بأرواحهم لمكافحته من أول وهلة وصلت فيها هذه الجائحة إلى وطننا الغالي، حماية للمواطنين والمقيمين دون تفرقه.

والأهم أن هذه الجهة قامت باتصالات مكثفة بدولة المنشأ والدول الأخرى التي حل فيها، وكانت حكومتنا الموقرة على اتصال دائم مع الدول التي لها مراكز أبحاث متقدمة في مكافحة الأوبئة، والتصدي لها بالبحث عن أسبابها، ومحاصرتها في مهدها والأهم شراء التلقيح المضاد لها بغض النظر عن ثمنه، الأهم فعاليته المضمونة، ووسائل الإعلام الرسمية سخرت أطقمها على مدار الساعة لتوعية سكان المملكة حسب التعليمات التي يصدرها الفريق الطبي الوطني، وما اتخذه من إجراءات واحترازات للحد من انتشاره، إلا أن بعض المواطنين والمقيمين تجاوزوا تلك الخطوط الحمراء، إما استهتاراً أو جهالةً، والأدهى والأمر، إن بعضهم أخذ يفتي بما لا يعلم، وهنا المصيبة والطامة الكبرى. قبل تلك الفتاوى كان عدد الوفيات صفراً ولله الحمد، وهذه نتيجة إيجابية يشكر عليها الجميع.

ماذا استفاد الذين اخترقوا جدار الفريق الوطني الطبي المنيع؟

لا شيء، بل تسببوا في عدوى أنفسهم وأهلهم ومعارفهم، أيها المواطن والمقيم، خذ التلقيح وأنت مطمئن، بأن الحكومة تقوم بجهد مضني، وتصرف الملايين لسلامتك، فإن طاعة ولي الأمر من طاعة الله تعالى ورسوله، والخوف كل الخوف من السلالة الجديدة المتحورة من (كوفيد19)، ولنعلم جميعاً أن الحكومة على اتصال دائم بمنظمة الصحة العالمية للوقوف على مستجدات هذا الوباء وطرق مكافحته، وليكن شعارنا التزم تنجو بإذن الله.