قال الله تعالى: «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون».

وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه»، وقال سبحانه: «واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً».

إن الدين الإسلامي الذي هو الدين الوحيد عند الله تعالى، وهو الرسالة التي جاء بها كل رسول ونبي، ونشروها في أقوامهم، ومن ثم انتشرت في جيرانهم، وهكذا حتى قبل بها من هم أبعد منهم، وتفصل بينهم بحار ومحيطات وصحارى وجبال وأنهار، وقبلوها واعتنقوها، مع أنها -أي تلك الديانات- نقلت إليهم بلسان غيرهم، بل أصبحوا هم حملة شعلتها ليبشروا بها أقواماً آخرين، والسبب الرئيس في ذلك، أن الرسالات السماوية خاصة -هناك ديانات أو قل سلوكيات وتعاليم وممارسات وأخلاق فاضلة، جاء بها فلاسفة وحكماء من البشر- لكنهم يقدسون الروح والأخلاق الحميدة والسلام بين الشعوب، قال الله تعالى موجهاً كلامه المقدس إلى خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة...».

إذن، التوحيد ونشر الدين الإسلامي، وانتشاره بين أمم الأرض، ديدنه السلام، «لا إكراه في الدين»، الذي يجب أن يعم الكرة الأرضية وهي سكنى أبناء آدم وحواء عليهما السلام الذين خلقهم الله تعالى من طين، اقرؤوا القرآن الكريم وخاصة سورة الجن لتعلموا أن الإسلام هو دين المخلوقات المكلفة بعمارة الكون في كواكبهم كما أبناء آدم على الأرض «سنفرغ لكم أيها الثقلان»، وأن الوفد منهم لما سمعوا الذكر عن لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أسلموا وبلغوا هذه الرسالة الخالدة إلى أبناء جنسهم الذين خلقهم من مارج من نار، واقرؤوا قوله تعالى في سورة الرحمن: «ولمن خاف مقام ربه جنتان..». وصف الخالق هاتين الجنتين إلى أن كشف لنا الحجاب وقال جل من قال: «لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان»، بما يعني أن الإنسان في الجنة الخاصة به لهم زوجات من جنسهم، وأن الجان لهم جنة وزوجات من جنسهم أيضاً، إن الجنة التي وعدنا الله تعالى بها، تحتاج إلى عمل صالح، وعقيدة ثابتة بالبعث والحساب، ولها تذكرة، وتلك التذكرة التي ستوصلنا إلى جنات الخلد، هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، «آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر»، إذا طبقتم ذلك، ستدخلون الجنة، كما في حياتنا المعاشة، لا سفر إلى أي دولة إلا بتذكرة سفر مدفوعة الثمن مقدماً وجواز سفر صالح وتأشيرة دخول لبعض الدول، والبون شاسع بين هذه وتلك، «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله».

إن قتل النفس بغير ذنب، مع سبق الإصرار والترصد، حرام... حرام... حرام!!

شهداء الوطن زهقت أرواحهم وهم يؤدون واجبهم حماية للوطن الغالي والمواطنين والمقيمين وأملاكهم، وتركوا من خلفهم أيتاماً وأرامل، لا عائل لهم إلا الله تعالى، إلا أن ولي أمرنا الملك المفدى الحليم الرحيم العادل، كافل الأيتام والأرامل، خصهم برعايته الحانية وحدبه الدؤوب، وإنها لعمري لمكرمة وهبه الله تعالى إياها، ليسديها لمن لقي ربه في ميدان الشرف والشهادة، وإن إنشاء الصندوق الملكي للشهداء، لهي مكرمة بزت كل المكارم والبذل والعطاء من ملك مؤمن بالله تعالى، «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا»، وأقترح، أن يشارك كل مواطن سواء في القطاع العام أو الخاص بدينار واحد من راتبه الأساسي أو من معاشه التقاعدي كل شهر، دعماً لهذا الصندوق، يقتطع من قبل الوزارة أو الشركة التي يعمل لديها، وترصد تلك المبالغ بصندوق الشهداء، وثانياً، على الشركات والبنوك وغيرها استقطاع نسبة معينة من أرباحها السنوية دعماً لهذا الصندوق، وثقوا جميعاً أن أموالكم مرصودة في ميزان حسناتكم، فقط أن يكون ذلك الدينار يعطى بطيب خاطر، اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاً وألف بيننا، ولا تدع للشيطان الرجيم مدخلاً بيننا، واجعل السلام والوئام والأمن والاستقرار والعيش الكريم، وبناء الوطن، والإخلاص للقيادة يعمر قلوبنا، والله من وراء القصد.

* مؤسس نادي اللؤلؤ وعضو سابق في المجلس البلدي