ما يهم قطر هو فتح الأجواء الجوية كي تتمكن من إقامة كأس العالم بعد عام، فدون فتح الأجواء لا يمكنها أن تقيمها، لأن القادمين لها لابد أن يطيروا فوق طهران قبل أن يدخلوها وهذه إعاقة كبيرة قد تؤدي للفشل التام، خاصة وأنها بحاجة لمطارات أخرى غير مطار الدوحة كواحد من الشروط.

ومن أجل هذا الهدف تقول إنها مستعدة «للصلح» مع المملكة العربية السعودية فقط، وماذا ستقدمين للسعودية مقابل ذلك؟ سأتوقف عن الحملات الإعلامية المضادة للسعودية عاماً كاملاً سوء التي تقام على منصاتنا الخاصة أو تلك التي نمولها في المنصات الغربية.

ماذا عن دعم الإخوان المسلمين؟ ماذا عن التحالف مع إيران؟ ماذا عن التحالف مع تركيا؟ ماذا عن دعم الحوثيين؟ ماذا عن دعم الميليشيات التابعة لإيران كحزب الله والحشد الشعبي؟ ماذا عن دعم كل فار وهارب وشارد ومجرم ممن يسمون أنفسهم «معارضة» بما فيهم معارضي الوسيط؟ ماذا عن التحرش بالدول المجاورة؟ ماذا عن أمن مصر القومي العربي؟ ماذا عن الدسائس والمؤامرات ضد قادة مجلس التعاون والاتفاق مع القتلة المأجورين؟ الجواب القطري الذي نقله الوسيط.. أمهلوني سأتدرج بالتنفيذ، والمعنى أمهلوني حتى انتهي من كأس العالم بعدها سأنفذ ما تقولونه!

من الضامن؟ لا أحد؟ هالوسيط يضمن التنفيذ؟ فقد وعدت قطر ثلاث مرات ونكثت وعدها ما الفرق هذه المرة؟ لا هذه المرة قطر استوعبت الدرس؟ ما الدليل على هذا الاستيعاب وهي مازالت مستمرة في غيها؟ لا جواب لا منها و لا غيرها.

الخلاصة أن قطر لن تتوقف عن مهمتها في تهديد الأمن القومي العربي، لم تتوقف عن تمويل الإرهاب الموجه ضد الدول العربية، ستكتفي بوقف الحملات الإعلامية ربما وليس مؤكد، وعلى البعض لا على الكل.

«الحرب الإعلامية» واحدة من عدة أدوات دمار شامل تقوم بها قطر تجاهنا، فإن هي أوقفت أحدها فذلك لا يعني أن بقية الأدوات توقفت، بل بالعكس بقية أدوات حربها ضد دول العالم العربي مازالت تعمل بذات الكفاءة!

إنها تطالب أن نمنحها المهلة لا من أجل أن توقف بقية الأدوات، بل من أجل أن تفتح الأجواء لغرض محدد هو كأس العالم، وبعدها لكل حادث حديث.

«فكأس العالم» بالنسبة لها يشكل حياة أو موت، لماذا؟ لأنها تعتقد بأن ذلك الحدث ستعوض كل النقص الذي تشعر به تجاه الآخرين، فمن هي قطر؟ لا شيء مميز يجعلها جديرة بالدور الذي تطلبه من الزعامة، وماذا قدمت كي تطلب دور الزعامة في العالم العربي في الدمار، ورغم كل ما بذلته وصرفته ومولته من أجل هذا الهدف فهي أكثر الدول التي تصب عليها اللعنات في عالمنا العربي.

اسأل سوري أو لبناني أو عراقي أو ليبي أو يمني أو بحريني أو سعودي أو مصري أو إماراتي عن قطر وستأتيك الإجابة، كلها دول تضررت وأوذيت من هذا النظام، لذلك تعتقد قطر إن أقيم على أرضها حدث هام ككأس العالم ربما تستطيع أن تغسل به سمعتها السيئة، تبيض بها سجلها الإجرامي، لذلك قدمت هذا التنازل «الصمت الإعلامي» مقابل فتح الأجواء الجوية... فهل الموضوع يستحق؟!