من أقواله صلى الله عليه وسلم، إنه دعوة سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، وإنه بشارة سيدنا عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام، وما ذكرت مثبت في القرآن الكريم الذي هو دستور ونهج الإسلام، الذي استمسك به سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي حمل الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وواصل الدرب من بعده أصحابه رضوان الله عليهم، وبنوا بشرائع الإسلام دولة عظيمة قائمة على العدل، والمساواة بين بني البشر في الحقوق والواجبات، والدعوة بالتي هي أحسن، وجدال أصحاب الديانات السماوية التي قبله «ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهوأعلم بالمهتدين»، وكذلك أصحاب الديانات الأخرى مثل ذلك، على اختلافها وتعدد معبوداتهم، جاء الإسلام لرفع إنسانية الإنسان والسمو به عقلياً، إذ كيف أصنع معبوداً بيدي من أي مادة من الأرض، ثم أسجد له وأطلب منه المدد ورفع الكرب، ودفع الشر وجلب النفع لي؟!

رفع الإسلام إنسانية الإنسان، ألا يستعبد إنسان إنساناً مثله، وأن يتحرر من عبادة وهيمنة ما شكَّله بيده على أي هيئة من الهيئات من المخلوقات، ويخشاه ويهابه، الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، «ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره»، اعمل ما شئت، واعبد من شئت وما شئت، فالرقيب هو الله تعالى.

لنعلم نحن أصحاب الديانات الثلاث، أن كثيراً من أتباع هذه الديانات، منهم من انحرف عن جادة الطريق، وتطرف، وهذا التطرف والغلو ليس من تعاليم الإسلام ولا من تعاليم اليهودية ولا من تعاليم المسيحية، والإسلام بريء منه، والعنف منبوذ، والكراهية ممجوجة، وإجبار الناس على الإيمان بالله قسراً ليس من تعاليم الإسلام، ليقرأ من شاء سورة الكافرون، ومن لا يجيد اللغة العربية، إن القرآن الكريم في عصرنا الحديث مترجم لجميع اللغات الحية، والترجمة البحتة لا تفيد القارىء إن لم يقترن بها التفسير المعتمد، ومن أصحاب الاختصاص خاصة في العلوم الحديثة التي ذكرت في القرآن الكريم. وللحديث بقية.