لعلك عزيزي القارئ تسأل نفسك كيف يمكنني أن أتحكم في ردة فعلي؟ في البدء يجب أن تعرف أن ذلك يحتاج لمهارة، وهذا بدوره يعني تدريب النفس وترويضها. فإذا كان الجهاد في الغزوات هو الجهاد الأصغر فإن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر كما عبر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال بعد رجوعه من إحدى الغزوات: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس".

أول خطوة لتعلم أي مهارة جديدة علينا أن نعي بأننا غير متمكنين منها، ثم نتدرب لنتمكن بوعي منها، ثم نصل إلى درجة التمكن دون وعي بعد مرور الوقت والممارسة المتكررة للمهارة حتى يمكننا القيام بها بشكل تلقائي ودون وعي كما هو الحال عندما تعلمنا قيادة السيارة لأول مرة.

وعليه، نبدأ في مراقبة أنفسنا، في ردود أفعالنا تجاه كل ما يستجد علينا من أمور ومتغيرات، ونبدأ بتعديل السلوكات السلبية وتحويلها إلى إيجابية حتى تصبح المسألة عادة.

تقول مارسي مؤلفة كتاب "السعادة بدون سبب" إن الإنسان قد يكون حزيناً أو سعيداً نتيجة عوامل غير صحيحة كالإدمان على المواد المخدرة أو سعيداً نتيجة عوامل خارجية صحيحة إلا أن أبلغ درجات السعادة أن تكون سعيداً دون سبب وهي الحالة التي تنتج عن السلام الداخلي وهي تشبه ذلك بإنشاء بيت له أساس بأربعة أعمدة وسقف وحديقة وهي استراتجياتك للوصول إلى ذلك الشعور بالسلام كما يلي:

1- الأساس: المسؤولية الذاتية عن سعادتك أي إنك وحدك مسؤول عن مشاعرك.

2- العمود الأول، العقل: لا تعتقد بصحة كل أفكارك، فكثيراً من أفكارك غير حقيقية.

3- العمود الثاني، القلب: دع الحب يقدْك.

4- العمود الثالث، الجسد: اجعل خلايا جسدك سعيدة بتغذيتها الغذاء الصحي والابتعاد عن المنبهات والتدخين والكحول.

5- العمود الرابع، الروح: أبحر في عالم الروحانيات ليكن تواصلك مع الله والكون من حولك.

6- السقف: عش حياة ملهمة بأهداف ليكن لحياتك معنى.

7- الحديقة: نمِّ علاقاتك الاجتماعية مع أسرتك ومحيطك في العمل ومجتمعك ووطنك.

وللحديث بقية.

* عضو مؤسس في مبادرة إبداع من البيت - محاضر ومدرب - نائب رئيس جمعية البحرين للتسامح وتعايش الأديان