نعم، بلا أدنى ريب أو شك، فالسلام مع إسرائيل لم يرعب الفلسطينيين إطلاقاً، من ارتعد وانتفض وبات يصرخ هم بعض قيادات فصائل ذاك الشعب البطل، بينما الأخوة الفلسطينيين الشجعان التزموا الصمت وفضلوا عدم الخوض في إتون السياسة والتزموا الحياد وعدم التدخل في القرارات السيادية للدول.

لا تستغربوا ردود أفعال من يتعلق بستار قيادة الفصائل، فبالله عليكم، أكنتم تتوقعون أن توافق بعض قيادات الفصائل على مثل هذه الاتفاقيات التي ستكون نتائجها خيراً على الشعب الفلسطيني بينما ستكشف في الوقت ذاته عن أرصدة وودائع!!

أكنتم تتوقعون أن تقبل حماس التي تعتبر نفسها حامي حمى القدس الشريف بالسلام مع إسرائيل، بالطبع لا، وإلا من سيتكفل بمصاريف أبناء قادتها خاصة بأنهم كبروا وباتوا من عشاق السفر والرفاهية وتضخم الثروة.

إن حماس وقادتها يؤلمهم أي تواصل عربي أو خليجي مع إسرائيل الذي سيؤدي بلا شك إلى تأثر حساباتهم البنكية حتى وإن كانت تلك الاتفاقيات والعلاقات ستصب في صالح الشعب الفلسطيني الشقيق والغالي على نفوسنا جميعاً، وإلا بماذا تفسر دعوة قادة حماس للجهاد والانتفاضة بينما هم شخصياً وحتى أبنائهم وعوائلهم يكادون يصابون بالتخمة والتضخم المالي، ولا أثر لهم في أي مظاهرة أو حراك للشارع.

وبعض قيادات فصائل أخرى ليست ببعيدة عن حماس، فهي الأخرى أو أغلب أعضائها يعيشون على عكس ما يعيشه الفلسطينيون، حسابات بنكية في الخارج، وأصول ومكاسب وتكسب من وراء القضية الأزلية والتي يعلمون تمام العلم بأن الخليج بقادته وشعبه أكثر تمسكاً واهتماماً والتزاماً بالقضية الفلسطينية.

إن التحرك لحفظ حقوق أبناء فلسطين العزيزة جاء بعد أن تحول بعض قادة فصائل فلسطين أو بعضهم إلى متاجرين ومتربحين، بعد أن بات أولئك من أصحاب الملايين، وباتت القضية الفلسطينية بالنسبة لهم وسيلة للربح المالي السريع، ويلقون للشعب المستضعف والمغلوب على أمره بفتات البيانات والتصاريح والكلمات التي تعمل على تهييجه ودغدغة مشاعره ليثور وينتفض بينما بعض قادته ورموزه ينتفضون في مكان آخر، وينمون ثرواتهم في بنوك أخرى.

أقولها وأنا على ثقة تامة، الدعم لن يتوقف للشعب الفلسطيني، وبعض قادة فصائل هذا الشعب الأبي سيقفون حجر عثرة في وجه أي اتفاق يضمن حقوقكم، حتى وإن كان هذا الاتفاق هو انسحاب إسرائيل!!!!