نواصل في الجزء السابع من المقال حديثنا عن المفكر البحريني د.محمد جابر الأنصاري.
الملاحظة السادسة: إن مشروع المفكر محمد جابر الأنصاري عن الواقعية الجديدة في الفكر العربي استهدف إحداث نقلة نوعية في الفكر والسياسة العربية والإسلامية باستخدام مفهوم الصدمة Shock حتى يفيق النائمون من سباتهم ويتراجع الديكتاتوريون عن استبدادهم وعن البقاء الأبدي في السلطة وهو ما يؤدي إلى الثوارت أو الانغلاق. ولعلنا نتذكر المفكر العربي السوري في القرن التاسع عشر عبد الرحمن الكواكبي في كتابه المعنون «طبائع الاستبداد». وقد كتب الكواكبى في مؤلفه المشار إليه مقولة «إذا لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزها». هذه المقولة طبقها محمد جابر الأنصارى في كتابه «العرب والسياسة أين الخلل» وكتاب مساءلة الهزيمة، وكتاب الفكر العربي وصراع الأضداد وغيرها.
الملاحظة السابعة: إن الأنصاري يؤمن أشد الإيمان بمفهوم الهوية الوطنية للدولة القُطرية ممثلة في الهوية البحرينية. والهوية الوطنية هي إحدى مداخل التحليل لدراسة العلوم الاجتماعية وخاصة تلك التى تتداخل مع بعضها البعض Interdisciplinary فهوية الدولة
National Identity ومن ثم خصائصها الذاتية تتأثر بالعديد من العوامل السياسية والاجتماعية والجغرافية والتاريخية والديمغرافية وغيرها. والعمق التاريخي للبحرين خلق لها هوية متميزة وهذا أثر فى ذاتية الشعب البحريني بل وجعلته سباقاً عن باقي دول وشعوب الخليج في مضمار الثقافة والتعليم والنشاط السياسي والعلاقات الاجتماعية وانفتاحها على العالم الخارجى ويمكننا القول إن البحرين لها سمات خاصة أهمها:-
1- إنها دولة عريقة من حيث التاريخ إذ يرجع تاريخها لما قبل مرحلة التاريخ الميلادي وقد أشار إليها هيرودوت المؤرخ اليونانى المشهور باسم أبوالتاريخ ومع هذا فيمكن النظر إليها بأنها دولة حديثة النشأة ولديها أهم تاريخين معاصرين أولهما تاريخ فتح
آل خليفة لجزر البحرين وثانيهما تاريخ استقلال البحرين عن الحماية البريطانية وانضمامها للأمم المتحدة عام 1971 ورغم أن إعلانها كمملكة فى العصر الحديث يرجع إلى فبراير عام 2002 بعد موافقة شعبها وتصويته على ميثاق العمل الوطنى فى فبراير عام 2001 بنسبة تقرب من الإجماع الكامل 98.4% فإن البحرين كانت مملكة في عصور قديمة لعمقها التاريخى.. وللحديث بقية.