الاحتفال بالعيد الوطني للبحرين يمثل ذكرى مهمة للغاية وهي في الحقيقة تعبر عن استذكار لحدثين بالغي الأهمية، الأول يتعلق باستقلال البحرين وتحولها إلى دولة ثم إلى مملكة، والثاني ذكري عيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.
وذكرى العيد الوطني هو حدث فريد بالنسبة لأية دولة، إذ يتم استذكار الإنجازات الكبيرة في العام السابق على الاحتفال، ويتم أيضاً وضع خطة استراتيجية للعمل المستقبلي بما يحقق المزيد من الإنجازات.
وقد لاحظت وجود احتفالين بعيد الاستقلال وبعيد جلوس جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، الأول تم يوم 16 ديسمبر وأقامته جمعية إخوات دنيا التي أسستها المهندسة أميرة الحسن، وهي التي سبق أن أسست جمعية الصداقة البحرينية المصرية وتولت إدارتها وتنشيطها السيدة المهندسة أميرة الحسن، فهي تنظم رحلة سنوية ينضم إليها أبناء وبنات مملكة البحرين والمصريون المقيمون في البحرين. وهذا أيضاً دليل على حب الشعبين البحريني والمصري لوطنهما، والرحلة تكون عادة لزيارة إحدى المدن السياحية المصرية أو الأثرية، وهذا العام نظمت المهندسة أميرة الرحلة للقاهرة، وتمت إقامة الاحتفال بالعيد الوطني في فندق خمسة نجوم بمصر الجديدة، وعزفت الموسيقى النشيدين الوطنيين للبحرين ومصر، وكالمعتاد كانت هناك فرقة موسيقية بحرينية ممتازة.
أما الاحتفال الثاني وهو الاحتفال الرسمي الذي نظمته السفارة البحرينية في القاهرة ويدعى له كبار المسؤولين المصريين وجمعية الصداقة المصرية البحرينية وعدد من مختلف فئات الشعب المصري المحب للبحرين.
وإنني كابن لمصر الحضارة أحببت البحرين وعشت فيها زهاء خمسة عشر عاماً، تعرفت على شعبها وحضارتها وبعض كبار المسؤولين فيها وعلى المفكرين والمثقفين والأدباء والشعراء، ومن أبرزهم الدكتور محمد جابر الأنصاري المفكر البحريني والعربي وصاحب مشروع فكري يحمل اسم الواقعية الجديدة، وهي واقعية سياسية واقتصادية وفكرية وفلسفية تعبر عن تراث البحرين ودول الخليج، وبخاصة التراث العربي الإسلامي وما تعرضت له الحضارة العربية الإسلامية من تشويه وانحرافات عبر القرون منذ وفاة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وبعد انتهاء العصر الذهبي للإسلام وهو عهد الخلفاء الراشدين الأربعة وتحول الحكم باسم الإسلام إلى ملك عضوض بل بعد ذلك إلى استعمار بغيض، والنفاق والانحرافات بعيدة عن القيم والمبادئ الإسلامية، في ظل الدولة العثمانية التي غزت البلاد الإسلامية في المشرق وفي المغرب العربي، وحولتهم إلى مستعمرات تابعة لها، ودمرت تراثهم وحضارتهم عبر الاحتلال الذي امتد لخمسة قرون، وأهملت التعليم والصحة والثقافة الإسلامية الصحيحة، واعتبرت العرب سكاناً وليسوا مواطنين وأساءت لتراثهم.
ولم تقصر إيران في نشر فكرها الطائفي والاستعماري، ولم تقصر إسرائيل بدورها في الادعاء بامتلاكها فلسطين، وأقامت دولة مناقضة في سلوكها واعتداءاتها ضد الفلسطينيين للشرائع السماوية وللقانون الدولي والقانون الإنساني ولقرارات الأمم المتحدة، وهكذا تكالبت العديد من دول الجوار باسم الإسلام أو باسم الله، كما تدعي إسرائيل أن الله منحها تلك الأرض كما لو كان الله سبحانه وتعالى، وحاشا أن يكون كذلك. وحاشا لله وكلا أن يكون كما يصوره المتطرفون في إسرائيل، وحاشا أن يكون الإسلام عنصرياً وطائفياً كما يصوره بعض دول الجوار مثل تركيا وإيران.
ولست في مقام نقد هذه الدولة أو تلك وإنما استذكار أعمالهم وجرائمهم ضد العرب وخاصة الفلسطينيين وضد الشعب السوري البطل صاحب الحضارة، فتحولت سوريا تحت الضغطين الإيراني والتركي إلى قاعدة للإرهاب وما يسمى بـ»تنظيم الدولة» التي الإسلام بريء منها.
وبمناسبة العيد الوطني وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، فإنني أعبر عن التقدير لجلالته ولحكومته الموقرة ولشعبه الأبي من مختلف الطوائف الذي رفض الانخداع بدعاوى بعض دول الجوار التي تسعي للافتئات على سيادة الشعب البحريني كما تم افتئاتها على سيادة العراق وسوريا واليمن ولبنان.
وختاماً؛ نتمنى للشعب البحريني بشتي طوائفه ولجلالة الملك المفدى وللمثقفين البحرينيين وخاصة الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري نصره الله على أعدائه وبخاصة على المرض اللعين الذي يتعرض له منذ فترة.
* عضو جمعية الصداقة المصرية البحرينية