أي حديث عن تخلي النظام القطري عن دعم الجماعات الإرهابية هو حديث وهمي مازال حمد بن خليفة وحمد بن جاسم موجودين فإنهما سيظلان مضطرين لإكمال تعهدهما والتزامهما تجاه مشروع إسقاط الأنظمة العربية.

والقمة الإسلامية التي عقدت في كوالالمبور خير دليل على استمرار رعاية قطر التمويلية لكل ما يهدف لدعم الجماعات الإرهابية.

نشر موقع قناة العربية تقريراً ممتازاً رصد فيه حضور ما سمي بالقمة الإسلامية المصغره الأسبوع الماضي في كوالالمبور، و ربط بين هذه الاجتماعات عام 2019 واجتماع القمة الذي عقدته قيادات تنظيم «القاعدة» في كولالمبور وتحديداً في ضاحية «سوبانج سيلانغور»، ما بين 5 إلى 8 يناير 2000 للتخطيط لتفجير البرجين والسفارات الأمريكية والبارجة الأمريكية كول، وذلك بسبب الروابط المشتركة بين حضور هذه القمة و بين الحضور في «قمة القاعدة»، كمكان وكأهداف وكطبيعة المشاركين.

إنما كيف تم الترتيب لهذه القمة التي دعا لها مهاتير؟

في العام 2014 وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أسس «مهاتير محمد»، وقبل أن يتولى منصبه الحالي، ما عرف بـ«منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة»، يتولى هو شخصياً رئاسته، على أن تكون استضافة المنتدى في دول مختلفة تتحالف حكوماتها مع جماعة الإخوان المسلمين، فعقدت نسخة من المنتدى في تركيا وأخرى في السودان، وتونس، بحضور لمختلف التنظيمات والحركات الإسلامية وقياداتها، وبالطبع إلى جانب كافة فروع جماعة الإخوان.

وعين مهاتير له ثلاثة نواب جميعهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين موريتاني وتركي وسوداني، مهد هذا المنتدى للاجتماع أو (القمة) الإسلامية المصغرة كما سموها التي عقدت الأسبوع الماضي، ومن هذا الاجتماع الذي لم يحضره من رؤساء الدول ال 56 غير تركيا و قطر وإيران، أسس مهاتير اجتماعاً سنوياً أطلق عليه وفقاً لما نشره الموقع الرسمي لـ«قمة كوالالمبور» مؤسسة جديدة ستعرف بدءاً من العام 2020 باسم «مؤسسة بيردانا لحوار الحضارات»، The Perdana Foundation for Civilisational Dialouge واختصارها «حوار بيردانا» (Perdana Dialouge)، برئاسة رئيس الوزراء الماليزي، و5 نواب للرئيس. وهم كل من: «أحمد سرجي» الأمين العام للحكومة الماليزية، و«الشيخة موزة بنت ناصر المسند»، زوجة أمير قطر السابق «حمد بن خليفة آل ثاني»، ورئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم Qatar Foundation، والموريتاني «محمد ولد الددو الشنقيطي» عضو مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في قطر، وصهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «بيرات البيرق»، و«محمد عزمين» وزير الشؤون الاقتصادية بماليزيا، وتولى مرشد الإخوان في الجزائر رئاسة مجلس أمناء قمة كوالالمبور «عبدالرزاق مقري»، والماليزي «شمس الدين». (موقع العربية)

ليس هذا فحسب بل أن من سيتولى إدارة هذا المنتدى هم فلول قناة الجزيرة ومن تأويهم قطر مثل الشنقيطي و وضاح خنفر و يتولى رئاسة لجنة التحكيم للجائزة التي خصصها منتدى حوار الحضارات «سيف الدين عبد الفتاح» عضو جماعة الإخوان، والباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومقره قطر، والذي يرأسه «عزمي بشارة».

ونأتي للتشابه بين تلك قمة القاعدة عام 2000 وهذه القمة عام 2019 أولاً نفس المكان في كوالالمبور، ثانياً ضم المنتدى الجديد جميع منظري الإرهاب ومشرعي قطع الرؤوس من أمثال الموريتاني «ولد الددو الشنقيطي» والجزائري «عبدالرزاق مقري» والسوداني «عبدالحي يوسف» الذي سمى أسامة بن لادن أميرنا ومولانا، والليبي «علي محمد الصلابي» المصنف على قوائم الإرهاب، جميع هؤلاء الإرهابيين حضروا ما سمي بالقمة الإسلامية المصغرة!!

أنت أمام قمة يحضرها رؤساء دول مثل تركيا وإيران وماليزيا وقطر تدعو لها قادة الإرهاب وترعاها مؤسسة قطر ولم يكن ينقصهم سوى قاسم سليماني لتكتمل الصورة!

يبدو أن السيد مهاتير يؤهل كوالالمبور كي تأخذ لها دوراً قيادياً ينافس تركيا وإيران في استضافة قادة الإخوان فقيادات الصف الثاني من الإخوان تم نقلهم من قطر إلى كوالالمبور تمهيداً للعمل من هناك بدلاً من الدوحة في حال أعلنت قطر عن تخليها عن جماعة الإخوان، وكذلك مهدت كوالالمبور إلى إمكانية استضافة قيادات من حركة حماس على أراضيها، وجاء ذلك على خلفية زيارة قام بها القيادي بالجناح العسكري لحركة حماس «صلاح العاروري» إلى ماليزيا وتركيا. وكان «أحمد زاهد حميدي»، نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الماليزي، قد صرح أن بلاده لا تمانع من استضافتهم وفي كل الحالات ستبقى مؤسسة قطر التي ترأسها موزة المسند الراعية لهم في أي موقع ينتقلون له لإكمال بقية «المهمة»!!

فهل اكتملت الصورة؟