نواصل في الجزء الحادي عشر من المقال التعليق على كتاب «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.
أما المطامع الاستعمارية في الشرق الأوسط من أوروبا وأمريكا فهي عكست حقيقتين:
- الأولى صعود أوروبا وأمريكا وتراجع الدول الإسلامية.
- والثانية تخلف العرب والمسلمين علمياً وتكنولوجيا فالكشوف الجغرافية والثورة الصناعية كانت أساس النهضة الأوروبية والتقدم الأوروبي، بينما أخفق المسلمون والعرب في تقليدهم أوروبا والاستفادة من تقدمها ولهذا لا عجب أن يسيطر الأوروبيون والأمريكان ويدمروا الحضارة العربية أو يقضوا علي ما بقي منها.
* إن العرب والمسلمين هم سبب نكبتهم لأنهم عاشوا بالفكر القبلي وعاشوا على أساس التجارة فلما جاءت الكشوف الجغرافية وغيرت طرق التجارة فقد العرب المسلمون مصدر ثروتهم ونهضتهم ولم يطوروا الصناعة أو حتى الزراعة ولم تتقدم العلوم والتكنولوجيا وعندما كان يحكم مصر المماليك دافعوا عنها وعن المنطقة ككل ولكن بكونهم بلا تاريخ وبلا حضارة عاشوا في الأرض فساداً واستغلوا الثروات واحتموا بالطغيان كما اعترف المفكرون المسلمون والعرب في كتاباتهم ويكفي الفشارة إلى بعض المفكرين أمثال عبد الرحمن الكواكبي او أبن خلدون أو محمد عبده وأمثالهم كثيرون. كما يكفي أن نستذكر حرق المغول للمكتبة في بغداد وحرق بعض الحكام كتب ابن رشد.
* كما يحزن المرء لقيام من إطلق عليهم ثوار ميدان التحرير بالقاهرة وخاصة بعد أن سرقت روح الثورة والإيمان بالوطن منهم خلال أيام وتحولت الأمور إلى حرائق للمجمع العلمي ولكثير من الوثائق بما في ذلك المتاحف. كما تعرضت بعض مؤسسات الدولة للهجوم في صورة غوغائية مثل هجوم المغول ومثل أسوأ مظاهر الاحتلال الأجنبي عادت من جديد على أرض مصر الطاهرة.
* لا ينبغي نسيان ما فعله التوسع الفارسي في الماضي على حساب الدول المجاورة والحكم الفارسي الراهن ومطامع الفرس باسم الإسلام في السيطرة على دول الخليج واليمن وسوريا وغيرها.
* إن السياسة الدولية لها مبادئها والعلاقات الدولية كذلك وأيضاً العلاقة بين الحاكم والمحكوم ويكفي أن نشير لفترة حكم الخليفة أبي بكر الصديق والخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وهي نموذج لسلوك الحاكم المسلم. ثم تحول الحكم الراشد إلى ملك عضوض كما أطلق عليه بعض المؤرخين آنذاك وللأسف ساد هذا الفكر السلطوي في عهود حديثة أي عودة للخلف والماضي البائد وليس النزر للمستقبل والتطور العالمي.
وللحديث بقية.