ليس تدخلاً في خصوصية أحد بل هو سؤال مشروع للذين يتعاطفون أو يدافعون عن المدانين، أين هم أبناء رجال الدين الذين وقعوا البيان الذي يدعو للإفراج عن بقية المدانين؟ أين هم أبناء المحامين الذين أيدوا البيان ورأوا فيه (بادرة طيبة)؟ أين هم أبناء الناشطين سياسياً وحقوقياً في وسائل التواصل الاجتماعي أو أكاديميون الذين تصدوا لمن انتقد البيان واعتبروهم (مؤزمين)وصوروهم أنهم لا يريدون سعادة الشعب! ولا يريدون أن يهنأ هذا الشعب؟

كيف لا ابن لكم في السجون ولا صورة لابنكم من المطلوبين؟ ولو أنكم عشتم في الظل تحمون أبناءكم وتربونهم كما تحبون ولا تشاركون في الدفاع عن المدانين خارج قاعات المحاكم لما انتبه لكم أحد، لكنكم تتصدون للدفاع عن المدانين في كل محفل عام، ومنطق حياتكم الخاصة يتعارض مع ما تنادون به في المحافل العامة.

أليس هناك شيء ما مفقود؟ إنه لا يوجد ابن من أبناء جيش المدافعين مع أبناء المدافع عنهم؟ لو كان في فعل المدان خيراً لاختصتموه لأنفسهم، فهل هناك ابن واحد من أبنائكم حمل سلاحاً ضد رجال الأمن وحوكم وأدين؟ لم لا إذا كانت قضية المدانين عادلة وهم ضحايا لِمَ لم ترسلوا أبناءكم معهم؟

ثم إن كان الذين أدينوا صغاراً وغرر بهم كما جرى التبرير في كل مرة فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف أنقذتم أبناءكم من التغرير ومن عمليات التجنيد؟ ألا تذهبون مع أبنائكم لزيارة الأماكن المقدسة؟ أوعلى الأقل بعضكم يذهب ليس كلكم متدينون، إذاً السؤال لمن يذهب لهذه المدن ألم يمر عليكم جماعة البطاط أو جماعة أبو عزرائيل أو هادي المالكي أو قيس الخزعلي؟ إذا كانت الزيارة للعراق، غريبة فرجال هذه الزعامات يتربصون (للزوار) هناك لتجنيدهم، كيف حميتم أبناءكم منهم؟

هذا هو موضوع الساعة، هذه هي القضية التي يجب أن تتحول إلى نقاش علني، هنا محك المصداقية، لابد من حث جميع من يعتبر المدانين في السجون (ضحايا) أن يشرح كيف نجا ابنه من الدولة البحرينية القمعية التي تقبض على الضحايا الأبرياء؟ لم أبناؤكم سالمون خارج السجون وأبناؤهم فيها؟

هذا السؤال يجب أن يكون قضية رأي عام للمجتمع البحريني كله لا للطائفة الشيعية الكريمة فقط، بل للجميع، فهؤلاء قدوة ونموذج ومثال يجب أن يحتذى به فليست الدولة ضد طائفة بل بالعكس ها نحن نرى الناجحين في حياتهم من أبناء هذه الطائفة من رجال دولة ونساء يعيشون في ظل ذات النظام وذات الدولة التي يعيش فيها الناجحون من الطوائف الأخرى، وهم يستحقونه إنما لم يحرموا أبناء طائفتهم من وصفتهم الخاصة من تجاربهم الناجحة، ونحن نريد شعباً متماسكاً قوياً بوحدته، إنما لابد لهؤلاء أن يخرجوا للعلن ليتحدثوا كيف نجوا من التغرير هم وأبناؤهم، لابد للدولة أن تدفع الناجون منهم في حماية أبنائهم من التجنيد رغم كونهم شيعة للحديث العلني، لم يعد الأمر شأناً خاصاً بل عاماً، نريد أسراً خالية من أي مطارد أو مقبوض عليه أومداناً، أسر تضم أبناءها في حضنها وترعاهم (للعلم الإعلام مطالب بالسعي وراء كل من يدافع عن الإرهابيين لبيته و سؤاله كيف نجا ابنك وغرر بأبنائهم؟)

هذا علم ينتفع به، لماذا يحرمون الناس منه، كيفية ضبط أبنائهم وإلزامهم في مدارسهم الخاصة، ومن ثم بعدها لبيوتهم بلا تسكع في الشارع، فإن خرجوا فإنهم مع أبناء أسر صديقة معروفة وبقية اليوم مع أسرهم، وحتى في العطل الأسبوعية (الويك اند) فنزهتهم تكون قريبة ومع أبناء أسر صديقة أو معهم، حموا أبناءهم كما يجب على كل أسرة أن تحمي أبناءها تلك وصفة لا تنطبق على حياة من ترك ابنه ليختطف من قبل الجماعات الإرهابية تحت غطاء ديني.

هذا التناقض غير المفهوم بين تربية هؤلاء لأبنائهم وتربية أسر المدانين لأبنائهم، تناقض لا علاقة له بالمستوى المعيشي فحسب، بل تناقض في الفكر وأساليب التربية وفي فهم واستيعاب دور الأسرة في حماية الأبناء، وفي فهم الدين والتدين.

البقاء في الظل كأفراد وأسر ينعمون بحياتهم الخاصة، والدفاع عن المدانين و تصويرهم على أنهم ضحايا في الوقت الذي يمنعون أبناءهم من ذات الفعل هو جريمة في حق طائفتهم وحق الدولة عليهم، من الآن لن نسكت عن أي مدافع عن الإرهابيين بسؤاله لم لست منهم ومعهم؟ و أين هو ابنك؟