صفحة جديدة ويوم مشرق من أيام البحرين الديمقراطية تسطع شمسه بخطاب ملكي ينير الدرب لمرحلة جديدة يسودها التفاؤل بعطاء صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء نحو الرؤية الاقتصادية التي تعتبر هدفاً نسعى جميعنا متكاتفين للوصول إليه وتحقيقه، وهذا هو المطلوب من ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان في السنتين المتبقيتين من الفصل التشريعي، فالتسامح والتكاتف والعمل المخلص هي السمات التي يجب أن تسود الفترة المقبلة لكي نصل إلى ما نطمح إليه من نجاحات على المستوى الحكومي والشعبي.

إننا وفي البحرين ووسط عالم تزداد فيه الاضطرابات والتهديدات العسكرية من كل حدب وصوب تتطلب منا جميعاً أن ننأى بأنفسنا عن تلك المشاهد المؤلمة وأن نعمل جاهدين على التكاتف والتعاضد ونبذ أي مسوق للخلاف والتركيز على نقاط الالتقاء لكي نصل من خلالها لأهدافنا وبلوغ غايتنا وتحقيق أمنياتنا على المستوى الوطني وكذلك على المستوى الشعبي على حد سواء، فتحقيق أهدافنا الوطنية ورؤيتنا الاقتصادية ستقودنا دون أدنى شك لتحقيق ما نطح إليه كشعب لنا من الاحتياجات والرؤى ما نأمل تحقيقها سواء عبر برنامج عمل الحكومة أو عبر جهود ممثلينا أعضاء مجلس النواب.

الخطاب الملكي السامي وضع منهاج عمل عبر نقاط رئيسية حدّدت المسار وأنارت الدرب لكل من أراد الخير والصلاح للوطن وشعبه، وأوضحت للعالم أجمع بأننا كأبناء البحرين ننشد الأمن والأمان والتسامح وبناء علاقات وثيقة مع الجميع، ما نتمناه لأنفسنا من رقيّ وتطور نتمناه لغيرنا من دول العالم وشعوبها، وما نسعى لتحقيقه نأمل أن يسعى الجميع في بلدانهم لكي يحققوه، وكل ذلك لن يتحقق إلا بنبذ العنف ومحاربة الإرهاب وبغض الطائفية، يكفينا ما رأيناه من دمار وخراب شرّد الكثير وزاد من معاناة العديد من أبناء الدول، وأرجعهم عقوداً إلى الوراء بسبب غياب القانون وسطوة التطرّف والتأثر بسطوة الخارج من ميليشيات وحشود لا همّ لها سوى تعكير صفو الأمان الشعبي ونشر الدمار.

نحن اليوم أمام مفترق طرق، إما أن نختار الأمن والسلام والمحبة لكي نعبّد الطريق لأجيالنا القادمة لكي ينعموا بمستقبل زاهر، وهو الطريق الذي اختاره الجيل الماضي من آباء وأجداد حفروا في الصخر وأوصلوا لنا بحرين اليوم التي نفخر بها ونعتز بانتمائنا لها.

ليكن عنوان المرحلة المقبلة هو مواصلة البناء والتمسّك بالوحدة الوطنية الحقة، ولتكن أيدينا متصافحة دائمة وقلوبنا متسامحة لكي تقودنا إلى مستقبلنا المشرق.