في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تشهدها المنطقة، تبرز مجدداً محاولات بعض المؤيدين للميليشيات الإرهابية، مثل «حزب الله»، لزعزعة استقرار البحرين. هذه التحركات المدفوعة بأجندات خارجية، تثير مخاوف جدية بشأن احتمالية وجود خلايا نائمة مستعدة لتنفيذ مخططات تهدد أمن البلاد وسلامة مواطنيها.
وزارة الداخلية البحرينية، في إطار جهودها المستمرة لحماية الوطن، تقف بحزم في مواجهة هذه التهديدات.
فهي تعتمد على استراتيجيات أمنية متطورة لا تكتفي بالتصدي للمظاهر الفوضوية وخطابات الكراهية، بل تركز على كشف وتفكيك الخلايا النائمة التي قد تسعى لاستغلال الأوضاع. وفي الوقت ذاته، تلتزم الوزارة بضمان حقوق جميع المواطنين والمقيمين، وتحرص على أن تكون جميع جهودها في إطار القانون والعدالة، مع المحافظة على الاستقرار المجتمعي وحقوق الإنسان.
في هذا السياق، جاء حديث معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، في توقيت حساس، ليعكس موقف البحرين الرسمي تجاه هذه التحديات.
رسالته كانت واضحة وصريحة: استقرار البحرين هو الأولوية المطلقة، ولا مجال للتهاون مع أي محاولة تهدف إلى زعزعة الأمن أو نشر الفوضى. هذا التأكيد يعزز توجه البحرين في حماية أمنها الداخلي من أي تهديدات إرهابية.
وفيما يتعلق بالمظاهر غير القانونية، فإن المسيرات غير المرخصة التي ترفع شعارات تدعم ميليشيات إرهابية تشكل خرقاً صريحاً للقانون، وتهدف إلى إثارة الفتنة والكراهية.
وزارة الداخلية تتعامل بحزم مع هذه التصرفات، وتسعى بكل جدية للحفاظ على الأمن والاستقرار في جميع أنحاء البحرين. كما أشار معالي الوزير إلى أن وعي الشعب البحريني وإدراكه لأهمية الاستقرار يلعب دوراً أساسياً في الرفض القاطع لهذه التصرفات التي لا تتماشى مع طموحات البحرينيين في التنمية والتقدم.
كما لا يمكننا نسيان مشهد الأعلام الصفراء التي كان البعض يرفعها في شوارع البحرين قبل أحداث 2011، نصرةً لحزب الله وتمجيداً لقياداته. هذه الرموز كانت ولا تزال تعبيراً عن ولاء خارجي لجماعات إرهابية لا تمت للوطن بصلة.
واليوم، أصبح تمجيد ميليشيات حزب الله وقياداته مرفوضاً بشكل قاطع من جميع أطياف المجتمع البحريني. الشعب البحريني بات يدرك تماماً خطر هذه الميليشيات والأحزاب الإرهابية التي تسعى لزعزعة أمن الوطن واستقراره.
ولن ننسى أيضاً ما حدث في 25 سبتمبر 2018، حينما أُعلن عن تورط 169 شخصاً في قضية «حزب الله البحريني»، وهي جماعة إرهابية مدعومة من النظام الإيراني. تورط هؤلاء الأفراد في جرائم خطيرة مثل التفجيرات والشروع في القتل، إضافة إلى التدريب على استخدام الأسلحة والمتفجرات.
كانت هذه الخلايا تهدف إلى زعزعة استقرار البحرين وتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف قوات الأمن والشخصيات العامة والمنشآت الحيوية، مما يبرز حجم التهديدات التي لا يزال الشعب البحريني يرفضها بشكل قاطع.
ونحن، كبحرينيين، نتعاطف بشدة مع أهلنا الذين يعيشون في المناطق المتأثرة بهذه المسيرات غير القانونية.
فهي لا تمثل فقط دعماً للميليشيات الإرهابية، بل هي أيضاً مصدر قلق وخوف للسكان، حيث تؤثر سلباً على حياتهم اليومية، تعيق حركة المرور، وتثير الفوضى في المناطق السكنية.
حديث معالي وزير الداخلية يعكس موقفاً وطنياً صارماً في مواجهة كل من يحاول تقويض استقرار البحرين. والشعب البحريني، بتاريخه العريق من الوحدة والتماسك، يرفض بشكل قاطع أي محاولة لإدخاله في صراعات تخدم أجندات خارجية.