لا يختلف اثنان على المبادرات الخلاقة التي ابتكرها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفريق البحرين من خلال فتح المجال أمام الإبداع والابتكار والأفكار التي تقع خارج نطاق الحدود المعروفة للصندوق، حتى إن طريقة إيصال تلك الأفكار باتت سهلة جداً عبر العديد من القنوات الفعالة التي يطلع عليها سموه شخصياً مع فريق العمل الذي يعمل جاهداً على التطوير وملاحقة متطلبات التقدم والنماء.
فهناك برنامج مسابقة فكرة الذي يهدف إلى تحفيز الإبداع والابتكار لدى موظفي القطاع الحكومي أو الشركات الحكومية وإتاحة الفرصة أمامهم للتنافس في تقديم مقترحات فاعلة للارتقاء بمستوى الأداء الحكومي، وأيضاً برنامج إعداد القيادات "كوادر" الذي يُعدّ الخطوة الرابعة في سلّم البرامج القيادية ضمن البرنامج الوطني لتطوير القيادات الحكومية بمعهد الإدارة العامة، والذي يستهدف الإدارة الوسطى، حيث يسعى البرنامج إلى تطوير قائد مبتكر يمتلك القدرة على المرونة والتكيف مع المتغيرات والتوجهات، بما يضمن إدارة العمليات الإدارية بكفاءة، بالإضافة إلى عدد من البرامج التي تتيح لشباب هذا الوطن من الجنسين لإثبات أنفسهم وتحقيق ذاتهم عبر تلك الحزم من البرامج المتاحة للجميع.
وهناك أيضاً برنامج لامع وهو أحد المشاريع التي وجّه بها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، ويهدف إلى خلق قيادات شبابية واعدة وقاعدة قوية وغنية من الكفاءات ذات الوعي الوطني المتكامل، لتكون مؤهلة للتميز في مختلف المواقع والمجالات، حيث صُمّم المشروع وفقاً لأحدث الأساليب اللازمة لتطوير القيادات الشبابية الوطنية التي تمتلك طموحاً وقدرات استثنائية، وذلك من خلال تحديها ودفعها لاستكشاف مدى إمكانياتها في العمل على مشروعات وطنية شبابية.
وسط كل تلك المبادرات والأفكار والأطروحات مازلنا نبحث عن الشغف، وعن ضالتنا نحو أفكار غير مألوفة، نبحث عن مخرجات تنهي العديد من الملفات التي يعاني منها العالم بأَسره، وليس الوطن فقط، كتنوع الوظائف وتجددها، والازدحامات المرورية وحلولها، والتخصّصات الدراسية سواء في المرحلة الثانوية أو الجامعية، كالمشاريع الخاصة وطريقة استدامتها، المطلوب زرع ثقافة الفكر الجديد والرؤية الشاملة لمستقبل أكثر تطوراً بعيداً عن الاستنساخ.
بصراحة، نحن نحظى بقيادة واعية متمثلة في جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، ودائماً تصبّ توجيهاتهم حفظهم الله تجاه مصلحة شباب هذا الوطن، بالمقابل ننتظر من شبابنا المبادرة في الانخراط والاستفادة من تلك المبادرات المطروحة في تقديم ما يملكونه من طموح ورؤى جديدة ومبتكرة تعود بالنفع على الجميع، والمطلوب أكثر من أولياء الأمر دعم وتحفيز أبنائهم على عدم التكاسل وتفويت الفرص المتاحة والاعتماد على التقليدية في الدراسة والبحث عن الوظيفة، فتلك المبادرات المعلنة وتلك القنوات المفتوحة للتواصل المباشر التي يطلع عليها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء شخصياً تُعتبر فرصة ثمينة بحاجة إلى من يقتنصها عبر فكرة جديدة ورؤية ثاقبة ومشاريع مبتكرة تصل بنا إلى عنوان المقال، فهل هناك من مستجيب من أولياء الأمور، حيث إن التحفيز يبدأ من المنزل والأُسرة، ومنها ينطلق المبدعون إلى الحياة العامة.