في هذه الحياة نمر جميعنا بظروف ومواقف تتفاوت ما بين الصعوبة والحرمان والقهر في أحيان، وفرح وسرور في أحيان أخرى، وكل تلك المواقف والظروف من شأنها أن تمنح العاقل الدروس والعبر، وبالعكس أحياناً تمنح البعض دماراً ووبالاً وبؤساً وانكساراً، ففينا من يتعلم ويستفيد ويتعض ويحول تلك الظروف السيئة إلى جسر للعبور إلى ضفة النجاح والتميز، ومنا من يغرق في همومه بل وتنتهي حياته الواقعية ويعيش في عالم وهمي محزن منكسر، وهناك من يحول الألم إلى أمل، ويولد من رحم المعاناة قصة نجاح جديدة يبدأ معها بروح جديدة وبعقل متفتح.
جميعنا نحن البشر بداخلنا أسلحة ومعدات نحن من يقرر استعمالها في السلم أو الحرب، حالها حال ما نملك على أرض الواقع من أجهزة إلكترونية بداخلها مواقع للتواصل إما أن نستخدمها بشكل إيجابي لبلوغ غاياتنا النبيلة سواء كانت علمية أو اجتماعية أو ثقافية أو غيرها من الأمور الإيجابية، أو تكون سلاحاً هادماً للأخلاق وهاتكة للأعراض ومدمرة للمستقبل، فنحن فقط من يقرر كيف يستخدمها ومتى وأين ولماذا ولأي سبب.
في جيب كل منا رصاصة، فإما أن تكون تلك الرصاصة رصاصة محبة وسلام وتوادد نستخدمها في صلة الرحم ونشر العاطفة وزيادة اللحمة نعطف بها على الصغير ونتصدق بها على المحتاج والفقير، نصلح بها موقفاً عابراً أو ننقذ من خلالها مأساة ونضمد بها جروحاً.
الرصاصة لا تزال في جيبي عنوان مقال مقتبس من اسم فيلم عربي يعكس الوضع الراهن في واقعنا العالمي المعاش، فدعونا نخرج تلك الرصاصة في كل ما هو خير، بدلاً من استخدامها الحالي لدى البعض في إثارة الفرقة والطائفية ونشر سموم الكراهية والحقد والشحناء، ولتكن رصاصة خير لا تخرج إلا فيما هو خير، وإن بان لنا السوء فلنحافظ عليها في موقعها ولا نخرجها، وإن أردنا الانتقاد فليكن نقدنا هادفاً وبناء لا متصيداً للأخطاء بل معالجاً لها.