الأمم تنهض وتتقدم وتبني حاضرها ومستقبلها كلما سارت على نهج صحيح، وتزودت بالنافع من العلم والتربية الإيجابية، وأخذت من الماضي وأهله ما يوصلها إلى صفوف الدول التي سبقتها، لتستطيع الوقوف على أقدامها واعتمادها في المقام الأول على نفسها، وما تقيمه من علاقات مع أشقائها، والكثير من الدول الصديقة الصادقة في النوايا الحسنة والمصالح المشتركة فيما بينها خدمة للإنسانية جمعاء.

إن قادتنا الذين تعاقبوا على حكم البحرين منذ الفتح المؤزر على يد قائد حرب العتوب، وأعني به المغفور له الشيخ أحمد الفاتح تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته ومَن جاء مِن بعدِه من أسرة آل خليفة الكرام رحمهم الله، وصولاً إلى عهدنا الحاضر الزاهر بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى

آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم ومتبنّي المشروع الإصلاحي الشامل وبدعم ومؤازرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله وسدد على درب الخير خطاهما وأطال عمرهما لما فيه خير الوطن والمواطنين، ونلمس ونشاهد ونعايش فجر كل يوم ما يزيدنا عزة وفخراً، تلك السياسة الناجحة التي اختطها السابقون، وأضفنا إليها المزيد من تمتين العلاقات وتجذيرها مع أشقائنا دول مجلس التعاون الخليجي، وجميع الدول العربية من الخليج إلى المحيط، تلك الدول التي يجمعنا معها مصير واحد مشترك، بالإضافة إلى الدول الإسلامية والدول الصديقة التي تشاركنا ونشاركها الإيمان بأن التعايش السلمي بين الشعوب، هو الركن الأول للتنمية المستدامة والتقارب بين الأمم، ولن يتأتى ذلك إلا إذا وظفنا العلوم الحديثة لمنفعة البشرية جمعاء، إلا أن لكل قاعدة استثناء، وهذا شيء مؤسف، حيث نرى من يحاول من المنحرفين تدمير عقول الأطفال والشباب، وانجرافهم للسقوط في الهاوية، من شاكلة التنمر والتحرش وتدني الأخلاق، والأدهى ترويج الانحراف وإدمان المخدرات على اختلاف مسمياتها.

الذي لاشك فيه، أن حكومتنا الموقرة بجميع أجهزتها ورجالها ونسائها، عيون ساهرة وبالمرصاد للمنحرفين، وعلى رأسهم وزارة الداخلية ووزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، والمصلحون من رجال الدين، ووزارة التربية والتعليم والناشطون الاجتماعيون ووزارة الإعلام، والصحافة الوطنية ووزارة شؤون الشباب ووزارة التنمية الاجتماعية، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، الكل جند نفسه لإصلاح أبنائنا وشبابنا، وحمايتهم وتحذيرهم من كيد الكائدين، وحبائل المفسدين، وأن الأسرة لها الدور الكبير للمحافظة على جيل المستقبل وإعدادهم الإعداد المثمر تعليماً وسلوكاً، وزرع حب الوطن وحب وطاعة القيادة الرشيدة في وجدانهم، وعلى المربين ملاحظة أبنائهم -الذكور والإناث-، ومتابعة مستمرة مع من يمشون، ومن يرافقون، وأين يقضون أوقات فراغهم، وأي المحطات التلفزيونية التي يشاهدونها، فإن الوطن في حاجة ماسة إلى عطائهم حاضراً ومستقبلاً وتقدير ما تبذله الحكومة من أموال ووقت وتوجيه الناشئة ليكونوا عند حسن ظن قيادتهم فيهم، ليكون كل فرد خير عون وسند لوطنهم ولأنفسهم وللأجيال التي ستأتي من بعدهم.