في السنوات الماضية وبالتحديد خلال أكثر من عقد من الزمن شاهدنا تراجعاً مخيفاً جداً لمنتخباتنا الوطنية على مستوى الفئات السنية في جميع البطولات التي يشاركون بها، مع العلم أنه في مرات عديدة لم يتأهلوا حتى للبطولات القارية، فالنتائج والأرقام والإحصائيات شاهدة على ذلك.
وتواصلت سلسلة هذه النتائج السلبية عن طريق منتخبنا الوطني للشباب الذي ودّع بطولة اتحاد غرب آسيا والمُقامة حالياً في السعودية بعد احتلاله المركز الأخير في مجموعته وبواقع نقطة يتيمة خلف الإمارات وسوريا وفلسطين، فهذه النتائج دليل على تراجع منتخبات الفئات وكرتنا المحلية والتي تحتاج لثورة من العمل والقرارات الصائبة من أجل استعادة الذكريات الجميلة، ففي السابق كانت منتخباتنا للفئات تُقدّم أفضل العروض في القارة ما جعل منتخب الشباب يتأهل لكأس العالم 1987 في تشيلي، ومنتخب الناشئين الذي صنع المجد في مونديال 1989 بإسكتلندا وحينها حققنا المركز الرابع في إنجاز تاريخي لن ينسى أبداً حتى يومنا هذا، كما تأهل للعرس العالمي في نفس الفئة عام 1997 في مصر، ناهيك أن منتخبنا الأولمبي كان قريباً من التأهل للأولمبياد في مناسبتين عامي 2004 و2008 لولا سوء الحظ، وغيرها من الحضور المميز لمنتخباتنا آنذاك.
النتائج السلبية المتكررة لمنتخبات الفئات السنية لها أسباب كثيرة ومنها غياب الدعم المادي الحقيقي للعبة الأكثر شعبية في مملكتنا والعالم، بالإضافة لعدم وجود الخطة والاستراتيجية التي من الممكن أن نبني عليها آمالاً مستقبلية، وعدم الاهتمام في الفئات السنية، وكثرة تغيير الأجهزة الفنية والإدارية، وقلة مشاركات اللاعبين، ومن وجهة نظري فإن الحلول التي أراها قد تنقلنا لمرحلة جديدة أولاً تعيين مدربين للفئات السنية من مدرسة واحدة سواء إسبانية أو برتغالية أو غيرها، بالإضافة لاختيار أجهزة إدارية من لاعبين سابقين أصحاب خبرة في المستطيل الأخضر، والأهم تعيين لجنة من مدربين ولاعبين سابقين ومحللين يقيمون مشاركات منتخباتنا الخارجية تكون منفصلة عن الاتحاد البحريني لكرة القدم يتم تعيينها والإشراف عليها من قِبل الهيئة العامة للرياضة بحيث يُرفع تقرير من قبل اللجنة للهيئة بعد كل مشاركة لمنتخباتنا، وهذا بكل تأكيد سيرتقي بكرتنا للأفضل.
وأخيراً فإن المنظومة الكروية والأندية وحتى الإعلام شركاء في تراجع منتخبات الفئات السنية، وبما أنني محبّ لكرة القدم ولوطني فإنني أحزن كثيراً عندما أشاهد منتخبات الفئات بهذه الصورة، وأتمنى من كل قلبي أن أشاهد مستقبلاً أفضل لهم في أقرب فرصة ممكنة.
مسج إعلامي بعد الانتهاء من قرعة تصفيات كأس العالم ووقوعنا في مجموعة الموت بجانب اليابان وأستراليا والسعودية والصين وإندونيسيا، التمست حالة من التشاؤم الكبير في الشارع الرياضي البحريني ولا يمكنني أن ألومهم في ذلك، فمنتخبنا في الفترة الأخيرة لم يظهر بالصورة التي تدعونا للتفاؤل، وكل الأمنيات أن تتغير صورة منتخبنا في الدور الحاسم لتعود بعدها الثقة والآمال لجماهيرنا الوفية.