التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم والذي نشر الخميس الماضي عبارة عن رسالة واضحة لكل صاحب رأي ومشورة يقترب من جلالته.
«بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، أعلن الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي عن تحويل جميع الميزانيات المخصصة من قبل الجهات الرسمية للاحتفالات بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم إلى الجمعيات والصناديق الخيرية، وذلك من خلال المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية من أجل تعزيز مبادئ الشراكة المجتمعية، والجهد الإنساني المستمر الذي تضطلع به الجمعيات والصناديق الخيرية، والإسهامات المستمرة التي تقوم به الجهات الرسمية في التنمية المجتمعية» انتهى.
ولو أضفنا لهذا التوجيه تصريح وزير الداخلية بتشكيل لجنة لملف الجنسيات ومرسومين حول سحب الامتيازات التي تمتع بها من كانت جنسيته باطلة كالنياشين وعضوية المجلس النيابي، فإننا نقترب أكثر من فكر صاحب الجلالة.
ربما يبدو أن تلك الأخبار المتعلقة ببطلان الجنسيات لا علاقة لها بخبر تحويل المبالغ التي كانت مخصصة للاحتفال للجمعيات الخيرية، إنما نقول بل بالعكس، فهناك قاسم مشترك وجامع بينها وهو أنها جميعها تعكس ما يجول في خاطر المواطن، وما يفكر به، إنها جميعها قريبة إلى الإنسان البحريني بتفكيره وهواجسه، وأظهرت تلك القرارات الأخيرة كم هو جلالة الملك قريب من ناسه ومواطنيه.
الأمر الآخر تلك القرارات أسفرت أكثر عما تتصف به شخصية صاحب الجلالة، من حزم وعزم وقوة إلى جانب قلب رحوم رؤوف، تفكير منطقي وعملي وتواجد على أرض الواقع ولا تحول بينه وبين مصالح شعبه معوقات أو صعوبات، ليس بعيداً عما يتداوله الناس، هذا هو «بوسلمان» الذي نعرف فجزاه الله خيراً وأسبغ عليه ثوب الصحة والعافية.
إصدار مثل هذا القرار يعطي فكرة ومؤشراً ودليلاً مرشداً لكل من يقترب من جلالته ويسمح له موقعه بتقديم الرأي والمشورة، بأن هذا هو تفكير الرجل، يسعده ما يسعد الناس، ويعرف ما يفرحهم وما يسعدهم، كما أنه يملك جرأة إعادة التقييم والمراجعة مادام ذلك يصل في صالح الناس، فالمشورة والرأي لابد أن تكون دوماً تصب في هذا الاتجاه، وتتماشى مع هذا التفكير الإصلاحي الجريء، وتلتمس احتياجات الناس وتعمل راداراتها للفعل المناسب في التوقيت المناسب الذي يقرب الحكم من المواطن ويبقيهما معاً قلعة حصينة يذود أحدهما عن الآخر، فهذه هي مهمة البطانة وأصحاب الرأي.
لنتعلم أن احتفال وفرحة الشريحة الضعيفة بالمساعدات التي ستتلقاها بهذا القرار هي أجمل مراسم الاحتفالات لدى جلالة الملك، دعاء من كل أسرة انفرجت كربتها وأتاها الفرج من حيث لم تحتسب لهو خير من ألف زينة وأضواء وألعاب نارية ستطلق، وستسعده أكثر، هكذا هو تفكير «بوسلمان» إنسان عملي جاد يفضل أن تصرف الأموال بما ينفع المواطنين، يفرحه دعاء انسكب من القلب سكباً من أسرة بحرينية تدعو له بالصحة وراحة البال أكثر من أي تصفيق أو تهليل، فاستجيبوا لتلك الإرشادات وقدموا المبادرات والأفكار ضمن هذا التوجه.
بقيت لنا أمنية نتمنى أن توضع في الاعتبار أن يكتمل التوجيه للمؤسسة الملكية أن لا تمنح أي جهة المال إن كانت جمعية أو صندوقاً أو أصحاب تراخيص لجمع المال للأعمال الخيرية إلا بناء على عرض متكامل بأغراضها وتقرير بإنفاذها، فهناك العديد من الاحتياجات الملحة للعديد من الأسر البحرينية لها أولوية لا تحتمل بيروقراطية الجمعيات الخيرية التي تطيل الأمر فتفسد الغاية من هذا التوجيه فإن «مراسم الاحتفال» ستبدأ حين تلبى تلك الاحتياجات فوراً.