تتجه أنظار العالم اليوم إلى البحرين التي تحتضن أعمال القمة العربية الـ33، فلقمة البحرين أهمية بالغة في دعم مساعي التقدم والتطور، وبما يسهم في الدفع بمسيرة التنمية والازدهار في الدول العربية ويحقق تطلعات شعوبها، هذه الشعوب التي يعاني بعضها من فقدان الأمن والاستقرار الإقليمي إضافة إلى جملة من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضاً، فالبلدان العربية ورغم مقومات التعاون والشراكة في الإرث الحضاري والثقافي والجغرافي إلا أن طريق الوحدة والتكامل لايزال دون الطموح.

في هذا الصباح.. وأنظار العالم تنظر لما سيتمخض عنه اجتماع قمة البحرين إذ ثمة تأكيدات تكررت وتداولت في الاجتماعات التحضيرية.. وتابعتها الطواقم الإعلامية المتواجدة لتغطية الحدث في المركز الإعلامي واقتبس منها:
«لا تكفي أي كلمات للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن.. فالجريمة مكتملة الأركان.. وهي ليست جريمة قتل فحسب.. ولكنها اغتيال كامل لمجتمع.. بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بشكل كامل».

لا يوجد مكان آمن في قطاع غرة.. أكثر من مليون فلسطيني.. للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال.. ينزحون إلى العراء بلا مقومات الحياة يطاردهم الرصاص والقنابل.

تمارس إسرائيل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.. ليظل الإجماع على تحقيق رؤية الدولتين وخلق مسار لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

هناك أكثر من عشرة ملايين نازح.. منهم أكثر من مليون غادروا البلاد.. وهناك 25 مليوناً يعيشون في حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي.. وهناك مخاوف حقيقية من المجاعة. من أجل كل ذلك وغيره أكثر، ثمة حاجة إلى إحياء مشروع التكامل العربي لتحقيق نهضة عربية شاملة تضمن للإنسان حق العيش الكريم والرفاه المادي والمعنوي، والأهم كرامته الإنسانية، فالقادم يبدأ بالعناية بالإنسان ليصل إلى الاقتصاد والسياسة والثقافة والعمران والسياحة وغيرها من مفاصل عملية التنمية التي لن تستقيم دون تحقيق الأمن أولاً.

التطلعات اليوم تتجه لأن تكون قمة البحرين دافعاً للخير لكل الدول العربية، بما يسهم في تحقيق التطلعات المرجوة، أولها ضرورة إيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة ومستدامة تضمن الخروج من حالة البؤس لترضي عقل ووجدان الإنسان العربي.