تصعيد خطير وأحداث تتجدد يومياً بسبب إرهاب النظام الإيراني وميليشياته المسلحة في المنطقة، ورغبة الملالي في تصدير أزماتهم للخارج، واتباعهم سياسة الهروب للأمام التي تحدثت عنها سابقاً.

الحدث الأبرز هذا الأسبوع، والذي يعد سابقة خطيرة، هو استهداف جنود أمريكيين بقاعدتهم في المملكة الأردنية الهاشمية من خلال الطائرات المسيرة، حيث ولأول مرة يتم استهداف هذه القاعدة، بعد أن جرت العادة استهداف جنود الولايات المتحدة في العراق وسوريا.

حزب الله العراقي تبنى العملية، ولكنه في ذات الوقت، خرج بتصريح مضحك جداً قال فيه «إيران تضغط علينا لوقف الهجمات، ولا علاقة لها بهذا الهجوم».

من وجهة نظري هذا التصريح الذي يعلم الجميع بأنه غير صحيح، ليس سوى محاولة فاشلة لإبعاد إيران عن الرد الأمريكي، ولكن أحداً ما لن يصدقه فهي من زرعتهم ودربتهم وربتهم، ويأتمرون بأوامرها.

على الجانب الآخر، الرئيس الأمريكي جو بايدن تلقى الضربة، وقال إنه حدد كيفية الرد المناسب على هذا الهجوم، وأنه سيكون من عدة خطوات وليس خطوة واحدة، وهو ما أكده أيضاً وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي قال إن الرد سيكون على عدة مستويات.

هذه التصريحات تأتي في وقت أرسلت فيه الإدارة الأمريكية رسالة رسمية للحكومة العراقية تتحدث عن مستقبل الوجود الأمريكي في العراق، وكيفية شكل التعاون الأمني في المستقبل، وحديث الإدارة الأمريكية عن عدم جدوى وجود قواتها في سوريا.

حقيقة.. حتى الآن هناك خطوات غير مسبوقة من إدارة بايدن، أبرزها قصف مقرات ميليشيات الحوثي الإرهابية في اليمن، وقصف المقر الرئيس في العراق للحرس الثوري، وفيلق القدس الإيراني، في منطقة جرف الصخر، ولكنها خطوات غير كافية لردع نظام الملالي.

كما أن هذه العمليات كلها لم تتم في الأراضي الإيرانية، بل هي بالضبط ما خططت له إيران سابقاً، أن تجعل دول أخرى هي ساحة المواجهة، عن طريق وكلائها، في حين تكون طهران خارج مرمى النيران.

ولم نر أيضاً تصريحات من الإدارة الأمريكية تتحدث حول الإعدامات اليومية التي يقوم بها نظام الملالي تجاه شعبه، حيث تشير الإحصائيات إلى أن النظام يعدم بين شخصين وثلاثة أشخاص يومياً، بتهم غير حقيقية، كان آخرها إعدام شباب أكراد رفضوا الانصياع لأوامر الشرطة الدينية، والتهم الجاهزة لهم هي الخيانة والتجسس.

الإيرانيون سئموا من النظام الحاكم لديهم، ويريدون الخلاص منه بأقرب وقت ممكن، وشعوب ودول المنطقة، تريد أيضاً الأمن والاستقرار الذين ينغصهما ملالي إيران، والجميع يريد قطع رأس الأفعى، وليس حرب بالوكالة في دول أخرى لا تنهي هذا البعث بأمن المنطقة والعالم.

ولذا.. أعود مجدداً لأقول بأن بايدن أمام مفترق طرق، فهو إما أن يتخذ خطوات حقيقية تجاه نظام الملالي في إيران تقطع رأس الأفعى وتقتلع جذور الإرهاب، وحينها ستسقط أذرعه مباشرة في كافة دول المنطقة، أو أنه يستمر بالكر والفر ومواجهة إيران وفق الخطة التي وضعتها لحروب بالوكالة في عدة دول، ومع أذرعها الذين تستبدلهم بسهولة، ودون أدنى جهد.

ولكن وجهة نظري، وقراءتي للأحداث تقول بأن القادم ليس كما كان سابقاً، وسنرى قريباً نهاية للنظام الإرهابي وأذرعه في المنطقة.. والأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت.