: هل يُمكن إيصال رسالتي إلى الحكومة؟

: الله يستر، «أعرف هذا الشخص مليئاً بالملاحظات والانتقادات»، أخذت نفساً، وقلت له تفضل.

: أودُّ أن أشكر الحكومة.

: نعم؟ أنت؟

: أنجزت أربعَ مُعاملات بسهولة ويسر، وهذا على غير العادة، أودُّ أن أشكرها مثلما أنتقدها.

: شيء طيّب أن نكون منصفين.

: المعاملة الأولى كانت في هيئة الكهرباء بإدارة خدمات المشتركين في مدينة زايد، ذهبت من أجل تصحيح بيانات، واستغرق الأمر أقل من نصف ساعة، والأهم أنني خرجت مرتاحَ النفسِ من المعاملة الراقية للموظفين، هذا كان أهم عامل نفتقده في العديد من المؤسسات الحكومية، فقد كان الموظفون متعاونين إلى أقصى درجة بل علمت أنهم على استعداد للقدوم إلى المنزل ومساعدتي إن كنت قد تجاوزت السبعين ويصعب عليّ التعامل إلكترونياً، إنما أنجزت المهمة وأنا عندهم بمساعدة موظفيهم، وبسهولة ويسر تم تصحيح البيانات، والجميع كانوا في منتهى الرقي، وخرجت من عندهم شاكراً ومقدراً تعاونهم.

: ممتاز، هذه إدارة المشتركين في هيئة الكهرباء، أين كانت المعاملة الثانية؟

: كانت في هيئة تنظيم سوق العمل، جدّدتُ إقامة عاملة المنزل عبر هاتفي، وذهبت إلى الهيئة من أجل التصديق على جوازها، فلم يستغرق الأمر إلا بضع دقائق أخذت بعدها الورقة المعتمدة، والأهم كانت المعاملة أيضاً راقيةً ومتحضرة وفي منتهى الأدب.

: والمعاملة الثالثة؟

: أردت استخراج بطاقة شخصية لبدل مفقود وتجديد بطاقة أخرى في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، هناك أيضاً أَنهيْتُ المعاملتين في أقل من نصف ساعة في مساحة صغيرة لم اضطر فيها إلى اللّف على طوابق المؤسسة ومبناها، وهذا الموظف يحولني إلى الآخر دون أن يكلف نفسه النظر إلى وجهي -على ما جرت العادة - في المؤسسات الحكومية، بل كان الاحترام والتقدير والجهد ملحوظاً منهم لتقديم العون والمساعدة، وخرجت أيضاً مرتاحاً نفسياً للسرعة وللاحترام اللّذيْن لقِيتُهما منهم.

: والرابعة؟

: سهولة فحص السيارات الآن، وهي معاملة أصبحت متوفرة في عدة «كارجات» بعد أن كانت السيارات تصطف طوابير في إدارة المرور لِعمل الفحص. أنجزت هذه المهمة خلال أقل من نصف ساعة وبقية المعاملة من أجل تسجيل السيارة أنجزتها عبر الهاتف من تأمين وتسجيل.

الخلاصة هي أن تلك التسهيلات الرقمية والتي تساعدك على إنجاز العديد من المعاملات الحكومية بأقل وقت موجودة من فترة، وفي كل فترة تعلن الحكومة عن خدمات حكومية جديدة تحولت إلى رقمية، ولكن كان القائمون عليها غير مدربين على التعامل مع الناس خاصة كبار السن، وكأنّ الحكومةَ كانت تُسهّل المرورَ وتفتح الطرقات، ثم تعود السيارات للتجمع كلها في فتحة ضيقة نَسِيتْ الحكومةُ توسعتها فتضيع الجهود نتيجة عائق واحد.

بإمكان العنصر البشري أن يكمل إنجازاتك بالتحول الرقمي أو ينهيها أو يضيعها هباء!