انقضى عام حمل ما حمل من إيجابيات وسلبيات حاله كحال سائر الأعوام التي تمر على حياتنا، عام شهدنا ولمسنا من خلاله الرغبة الصادقة في التطوير والمضي قدماً نحو رؤية البحرين 2030، ولمسنا عدداً من المنجزات وشهدنا البداية الفعلية لمنجزات أخرى في الطريق، في المقابل -وهذا ديدن العمل- هناك بعض السلبيات التي يجب ألا نقف عندها، بل العمل على إصلاحها ليواصل الركب مسيرته نحو طريقه وهدفه المنشود.
من عادتي ونهجي في الحياة التفاؤل، وتحفيز النفس بأن القادم أجمل، وذلك لم يأتِ من فراغ، بل بناء على جهد واضح على أرض الواقع نراه ونعيشه ضمن حزمة من المشاريع التي تتنوع ما بين الخدماتية والتي تلامس حياة المواطنين بشكل مباشر، وما بين المستقبلية التي سنحصد ثمارها في المستقبل القريب والمنظور وذلك ما يتجلى من خلال قرارات وتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفريق البحرين الذي مزج الخبرة بالشباب ضمن فريق وطني يسعى جاهداً للوصول إلى المستقبل عبر أقصر الطرق وأفضلها.
عام مضى كان لمواقع التواصل الاجتماعي من خلاله دور توزعت نسبه ما بين السلبية والإيجابية حسب أهداف وتوجهات رواد تلك المواقع وأصحاب الحسابات وأجنداتهم، فهناك من يستغل غياب قانون ينظم ذلك الفضاء الذي يستغله البعض في التأثير على الرأي العام ونقل صورة سلبية عن الواقع الحقيقي والمعاش، وتلك الفئة والحسابات لابد من التصدي لها وفق القانون والنظام لتصل إلى مهنية الإعلام الحقيقي.
ظاهرة الازدحامات التي تستفحل يوماً بعد يوم رغم المشاريع المستمرة في توسعة شبكات الطرق تستدعي وجود حلول وأفكار جديدة للتخفيف من حدتها، ولربما لو تمت الاستعانة بعدد من الخبراء بجانب الأفكار الشابة التي من الممكن أن يقدمها طلبة الجامعات من خلال مشاريع بحوثهم لتكون خير مثال على الشراكة المجتمعية بالإضافة إلى إضافة أهمية وطنية لتلك البحوث التي عادة ما تكون حبيسة للأدراج وأرفف المكتبات.
ملف آخر وهام يتجدد ذكره ونسبه وإحصائياته وهو ملف الخريجين، وهذا ملف يجب العمل عليه بجدية وإشراك القطاع الخاص في وضع الحلول الجذرية له، إشراك القطاع الخاص لا يكون بفرض التوظيف فقط بل لوضع الخطط الآنية والمستقبلية في رسم الاحتياجات والتخصصات المطلوبة ونشر عددها وخصائصها للرأي العام، وإلزام الجامعات بتوفير التخصصات التي يتطلبها قطاع التوظيف في القطاعين الحكومي والخاص.
لا تسعني المساحة في مواصلة الحديث، لكني لن أغفل المنجزات التي تحققت، فهي بحاجة إلى أعمدة ومقالات أكثر، ولكن أخص بالذكر المشاريع الإسكانية والتي تعتبر من أساسيات المواطنين بالدرجة الأولى، وهي منجزات تستحق الوقوف عندها وذكرها، فمن شرق الحد الإسكاني إلى مشروع شرق سترة، وقبلهما كانت مدينة سلمان، بالإضافة إلى الخدمات المتطورة التي قدمتها وزارة الإسكان وتستحق منا الإشادة بالأفكار التي قلصت مدد الانتظار ووفرت الخيارات للمواطنين، فتلك أفكار إبداعية قلصت كثيراً من الطلبات وساهمت في إبعاد هذا الملف عن الملفات العالقة، ناهيك عن مشاريع البنية التحتية التي تشهد نمواً إيجابياً، لامست الجميع من خلال مشاريع الطرق والتوسعة والجسور والأنفاق، والمشاريع التطويرية التي تشهدها كافة محافظات المملكة الأربع.
عام جديد نبدأ من خلاله خطوات جديدة نحو ذلك المستقبل المشرق الذي يقودنا إليه جلالة الملك المعظم بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لنرسم بأيدينا جميعاً لوحة أجمل للوطن الغالي عنوانها "البحرين".