تطلّ علينا بين التطبيق والتطبيق الإلكتروني مجموعة من المخلوقات تدّعي جزافاً الرجولة بينما هم في الواقع لا أسلوب رجال، ولا نبرة رجال، ولا حتى لهم منطق الرجال، ساندتهم تقنيات الاتصال في الانتشار وسط فضاء مضطرب، يعج بالغث والسمين، يتحدثون بما لا يفقهون، يرشدون وهم تائهون، ينصحون وهم بلا عقول، يقودون وهم بلا هوية وبلا فكر.

مثل تلك الشاكلة التي لا نعلم تحت أي من الجنسين نصنفها، نجدهم يتكاثرون، وينتشرون كالنار في الهشيم، باتوا يصنفون على أنهم مؤثرون وصنّاع محتوى، متابَعون من الداخل والخارج، يتابعهم من انغمس في بحر التطبيقات ووسائل التلوث الحديثة، التي انتشرت من خلالها تلك الشاكلة، التي لم تجلب لنا سوى تلك النوعية التي لا نعلم جنسها، ولا نفرق بينها وبين الذكر والأنثى.

لاقت مثل تلك النوعية المتابعة والمشاركة والتعليقات من قبل صغار السن وكذلك من المراهقين، وهذا أمر طبيعي يحدث بسبب قلة الخبرة والانجذاب إلى كل ما هو غريب وغير مألوف، وبسبب تداول تلك المقاطع لأولئك المحسوبين على فئة الذكور، لكن الأمر المستغرب أن تصل تلك المتابعات والاهتمام إلى أولياء الأمور وربات البيوت أي -الفئة الناضجة- وهذا ما يعد بالأمر الخطير والمستغرَب وبالتالي مستهجَن، رجال في مكاتبهم يفتحون وسائل تواصلهم ويتداولون فيما بينهم المقاطع الخاصة بتلك الفئة، وموظفات وربات البيوت لا حديث لهم سوى ماذا قال ذلك المشهور، وبماذا نصح، وكيف علّق على تلك الحادثة، ويبتسمون مع ابتسامته، حتى وصل بهم الأمر إلى حزنهم على حزنه.

كيف لأولياء أمور أن يربوا أبناءهم على الصح والخطأ وهم يتابعون تلك النوعية من المشاهير؟ كيف لنا أن ننصح أبناءنا بسوء سلوك مثل أولئك إن كنا نساعدهم على الانتشار عبر الإعجاب أو النشر أو حتى الحديث عنهم وعن محتواهم الهابط وغير الأخلاقي والمشوّه حتى لسمعة الوطن وأبنائه، كون أن تصرفاتهم وأسلوب حديثهم يعتبره البعض انعكاساً لأهل الوطن؟

نأمل أن يكون هناك رادع وأن تكون هناك جهة أو تشريع يتم من خلاله رصد ومتابعة لتلك الحسابات وأصحابها الذين يسيئون بأسلوبهم المستنكَر للوطن وأهله عبر ظهورهم بأسلوب فيه من الليونة والمياعة ما يخجلنا ويدعونا لنبذهم واستنكار تصرفاتهم، فهم لا يملكون من الذكورة سوى أسمائهم التي يحملونها، ما عدا ذلك فهم لا يمتّون لجنس الرجولة بصلة.