حسب الروايات، أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين 12 من شهر ربيع الأول، وسنة المولد تذكر بالأحداث الكبيرة التي وقعت في عام الفيل، والتي يعول عليها في تاريخ مولده في ذلك العام، ويصادف ذلك 571 ميلادياً، وعن نفسه يقول «أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ابن مريم عليهما السلام».

التوراة تؤكد شخصيته وعلاماته الدالة على الآتين في زمانه وإن طال الزمن من عهد سيدنا موسى عليه السلام وإلى آخرهم سيدنا عيسى ابن مريم، وهو الذي بشر به «ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد»، «سورة الصف: الآية: 6».

قال الله تعالى في الآية الأخيرة من سورة الكهف، ملخصاً رسالته العالمية «قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً».

هذه هي أهداف الرسالة العظمى الخاتمة للبشرية كلها، فيها دعوة ظاهرة للعيان، بأن الله جل في علاه يريد لأبناء آدم وحواء، الرجوع إلى الأصل وأننا يجب علينا التوحد والتماسك لبناء واستمرار الحياة على الأرض إلى قيام الساعة التي لا يعلم بها إلا هو سبحانه ولا تستقيم الحياة إلا بالأعمال الصالحة التي يستفيد منها سواء من آمن بالله تعالى أو لم يؤمن، فإن الله تعالى غني عن العالمين، ونحن المحتاجون إلى رحمته بالأعمال الموجبة التي تبني ولا تدمر وتزيد العالم أماناً وسلاماً واستقراراً وإنتاجاً يفيد الجميع، «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، وقال تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، وكل ما ورد على ساداتنا من إبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، من مولده عليه السلام، كل ذلك تحقق في شخصيته عليه الصلاة والسلام.

فأنت أيها الإنسان غير مجبر على اعتناق أي دين أو معتقد، لكن إنسانيتك السوية تدعوك أن تتعاون مع غيرك بغض النظر عن معتقدك التعبدي بإخلاص وأمانة، ولا تجرح شعوره بعمل ينم عن كراهيتك له أو لدينه أو معتقده. إن الله خلقنا لعمارة الكون، وسخر ثرواته لمنفعة الجميع، قال سيدنا أنس ابن مالك «كان النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس»، ونحن في مملكة البحرين بقيادة مليكنا المعظم حفظه الله ورعاه وطن مشهود له بالتسامح الديني والتعايش السلمي.

قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

ولــــد الهـــــدى فالكائنــــــات ضيــــاءُ

وفـــــم الزمـــــــان تبســــمٌ وثنــــــــاءُ.