مشاعرنا قالها جلالة الملك حفظه الله أبناؤكم أبناؤنا مشاعرنا مزيج من حزن وغضب، نشارك أهالي وبالأخص آباء وأمهات هؤلاء الشباب الذين استشهدوا والذين أصيبوا حزنهم ومصابهم، فآلامهم على فقدهم أبناءهم في ريعان شبابهم هو ألمنا ونشعر بما تشعر به كل أم فقدت «حشاشة يوفها» ونعزي أنفسنا وإياهم بأنهم شهداء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم، فقد كانوا على الثغور مدافعين عن أرض الحرمين الشريفين وعدوهم نقض عهده وغدر بهم، ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ونؤكد لهم أن البحرين كلها تشاطركم حزنكم وأنهم استشهدوا في أقدس أرض وأقدس مهمة.
وإن حقهم لن يضيع ودماءهم الطاهرة أغلى علينا من أرواحنا وأن مملكة البحرين بدءاً من جلالة الملك حفظه الله وشعبه ومروراً بقواته المسلحة مسؤولون عن أخذ حقهم، ونسأل الله أن يربط على قلوبهم ويقوي إيمانهم ويثبتهم وينصرنا وإياهم.
أما تحليلنا لماذا حصل ما حصل فهو يهدف لقطع الطريق على التفاهمات السعودية الإيرانية بالدرجة الأولى.
جناح من المتشددين الإيرانيين يرفض التفاهمات السعودية الإيرانية حرك جناحاً متشدداً من الحوثيين وفعل فعلته الخسيسة من أجل إفساد أي تقدم في المفاوضات السعودية الحوثية والسعودية الإيرانية، واختار الكتيبة البحرينية معتقداً بأنه أمسك العصا من المنتصف فلم يمس السعوديين من جهة، إنما انتهك الأراضي السعودية فقط لجس النبض وقياس ردة الفعل السعودية تحديداً، وقطع الطريق على أي تفاهمات.
المستفيدون عموماً كثر غير وجود جناح متشدد إيراني، فهناك العديد من الأطراف الدولية الأخرى مستفيدة من عدم التقارب الإيراني السعودي فهو ينهي أدوارها المرجوة في المنطقة، والعديد من الأطراف العربية من الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني تخشى أن تنتهي ومصيرها إلى زوال إن تم التقارب السعودي الإيراني فمن مصلحتها أيضاً تخريب أي تفاهمات سعودية إيرانية وإفسادها.
رد الفعل المنتظر هو أولاً تسليم من ارتكب هذه الجريمة كما قال جلالة الملك إما للبحرين أو للتحالف العربي، القرار في إيران ومطلوب من الحوثيين هل هم قادرون على السيطرة على هذا الجناح أو تلك الأطراف؟ ليثبتوا جديتهم وقدرتهم على الإيفاء بوعودهم والتزاماتهم والتصرف كدولة؟ أم أن الأمر مجرد توزيع أدوار بينهم وليس هناك جناح متشدد وجناح غير متشدد؟ الاحتمالان واردان وسيتبين أيهما أصح من الخطوة الإيرانية والخطوة الحوثية القادمة، فهي التي ستحدد إن كانوا رجالاً على قدر التزاماتهم أم لا ويسلمون المجرمين أم لا؟ إذ إن وجود جناحين في هذه المرحلة لا يمكن أن يخدم مصلحة أي من الأطراف، واستمرار هذه الهجمات لا يمكن أن يستمر مع فتح السفارات واجتماعات التفاوض على إنهاء الملفات؟
أما رد البحرين والمملكة العربية السعودية فهو سيتناسب حتماً مع حجم الغدر والخيانة والخسة والدناءة ونقض العهود وهذا ديدن المعتدي دائماً وقد كشف عن نفسه وفضحها أمام العالم أجمع.
واليوم يفترض أن يتحمل الكل مسؤوليته وأن لا تذهب هذه الدماء الطاهرة هدراً، فالكل أمام امتحان «التحالفات والاتفاقيات» وجديتها، فإن لم يكن هذا تهديدا فما التهديد إذاً؟
ونحن على ثقة بأن مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية يد واحدة وقلب واحد وأن من استشهد في الحد الجنوبي ومن أصيب هو سعودي قبل أن يكون بحرينياً.