تسطر البحرين ورجالها البواسل يوماً بعد يوم قصص البطولات والمواقف الثابتة دفاعاً عن العروبة والإسلام وتأكيداً على النهج الثابت الذي أسسه جلالة الملك المعظم بنشر السلام والمحبة والدفاع عن وحدة الأراضي العربية وصد المعتدين ودعم أمن وأمان الشعوب والدول الشقيقة وسيادة الدول واستقرارها وسلامتها الإقليمية وقيمها الدينية والثقافية، ومحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه المالية والفكرية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وهذا ما دفع جنود الوطن البواسل للتواجد بالحد الجنوبي ليسطروا بحروف من ذهب تلك المبادئ والقيم التي نقدم أرواحنا ودماءنا وأبناءنا من أجلها.

واليوم نحن لا ننعى خيرة شباب الوطن ولا نقدم التعازي ولا حتى عبارات المواساة، بل نزفهم شهداء قدموا أروع صور التضحية والفداء، وعكسوا أروع النماذج عن شباب وطننا الغالي ومدى تمسكه بقضاياه العروبية والإسلامية، وهو ما يدل على دور قواتنا المسلحة وعملها في تأسيس رجال الوطن على مبادئ راسخة أهمها نشر ثقافة السلام والتسامح والحوار.

مخطئ من يعتقد أن الأعمال الإرهابية الخبيثة وتحركات الغدر والخيانة التي تقودها عصابات الحوثي ومن يغذيها ويدعمها ستنال من عزمنا ومن عزيمتنا، مطلقاً، بل سنزداد إصراراً وتماسكاً من أجل عودة الشرعية للأشقاء في اليمن، اليمن الذي لا نريد له إلا أن يكون سعيداً كما كان دائماً، وهو الموقف الذي اتخذته الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وشكلت من خلاله التحالف العربي والدولي لإعادة الحق المسلوب ومحاربة الإرهاب والإرهابيين، وقدمت من خلاله البحرين كل إمكانياتها لمحاربة التطرف وتجفيف منابع الإرهاب.

لا نملك إلا أن نتقدم بخالص العزاء إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم، وإلى معالي القائد العام لقوة دفاع البحرين وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى قائد الحرس الملكي، وإلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، وإلى شعب البحرين المخلص والوفي وإلى عائلات الشهداء الأبطال بخالص العزاء سائلين الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يسكنهم فسيح جناته مع الشهداء، والصديقين، والأبرار، وأن يلهم ذويهم الصبر، والسلوان، وأن يمن الله تعالى بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.