«إن الجهل ببواطن الأمور هو العدو الأول للسلام، لذلك فمن واجبنا أن نتعلم، ونتشارك، ونحيا معاً في ظل عقيدة الإيمان بروح من الاحترام المتبادل والمحبة»، «حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين».

هناك فرص من الخسارة إضاعتها وعدم توظيفها، وخاصة أنك تملك ما تسوقه في مثل ظرفها.

الجدل في الغرب يتجدد كلما مُس رمز من رموز العالم الإسلامي بأن هذا الفعل يشكل خطراً على أمنهم وسلامتهم، وذلك بعد حرق مهاجر عراقي المصحف الشريف علناً، وتعرض أمن السويد للضرر نتيجة هذا الفعل، وهم يفكرون بمنعه ليس باعتباره عملاً مجرَّماً، فهو ليس كحرق علم الشواذ مثلاً إذ يعتبر ذلك جريمة كراهية، وليس كحرق أي رمز يهودي فتلك جريمة معاداة للسامية، إنما منعه لأن هناك ضرراً يترتب على مصالحهم وأمنهم بسببه.

إذ قال وزير العدل السويدي جونار سترومر لصحيفة أفتونبلادت يوم الخميس إن الحكومة تدرس إمكانية تغيير القانون لمنع الأشخاص من إحراق المصحف في الأماكن العامة، على خلفية ما ألحقته وقائع مماثلة في الآونة الأخيرة من ضرر بأمن السويد.

وقال وزير العدل السويدي يوم الخميس إن الحكومة تحلّل الموقف وتدرس ما إذا كان القانون بحاجة إلى التغيير للسماح للشرطة برفض مثل هذه الطلبات.

وأضاف سترومر لصحيفة أفتونبلادت «علينا أن نسأل أنفسنا إذا ما كان النظام الحالي جيداً أو إذا ما كان ثمة داعٍ لإعادة النظر فيه». أي أنهم يفكرون بمنعه في الأماكن العامة لا بتجريم الفعل!!

هذا التمييز المقيت يقابله في مملكة البحرين تاريخ من المعايشة واحترام معتقدات الآخرين وعدم المساس بها وإلا عد ذلك «جريمة» بنص دستورها وبنص المادتين 309 و310 من قانون العقوبات الذي يجرّم المساس بمعتقدات ومقدسات الآخرين ولا يعد ذلك الفعل بالنسبة لنا من استحقاقات حرية التعبير، هذا الفرق في المصداقية.

بل إنه من خلال تعاليم الدين الإسلامي السمح، نحن مأمورون كمسلمين وكبحرينيين باحترام معتقدات الآخرين والآيات التي تحث على ذلك أكثر من أن تحصى، وأخيراً لدينا وثيقة جلالة الملك المعظم حفظه الله «إعلان المنامة».

وحديثي اليوم هو عن الحس الوطني المستنفر دوماً والذي يترصد الفرص للترويج لبلده، فهذا واحد من الأوقات الذي يصغي فيه العالم إلى أي نصيحة مسداة تعينه على فهم الآخر والتعايش معه، ومصداقية إيماننا وعملنا بالقيم الإنسانية التي يتشدقون بها، فما بالك وأنت كدولة تمتلك كل مقومات التعايش تاريخاً وحاضراً وتؤسس له مستقبلاً كي يستدام؟ بمعنى أنك تمتلك من القوة الناعمة ما يمكنك من تعريف العالم بمصداقيتنا وحقيقة لإيماننا وقناعاتنا بالمعنى الحقيقي لاحترام معتقدات الآخرين.

هي فرصة مناسبة لتعزيز دور الوثيقة العالمية التي كتبها جلالة الملك المعظم، فقد تم تدشينها والترويج لها في مناسبات عديدة سابقاً خارج البحرين، إنما مثل هذا الوقت لابد من انتهازه وتوظيفه لإبرازها عالمياً، فبعض الفرص لا تتكرر وانتهازها يدل على ذكاء تسويقي.

ملاحظة

لم أجد نص الوثيقة على مواقع البحث الإلكتروني، وهذه مشكلة أن نسافر لتدشين تلك الوثيقة إلى أصقاع العالم لكننا لا نجتهد في الترويج لها بالطريقة الأسرع والأكثر فعالية.