موسم حج جديد مختلف بكافة المقاييس، وأكثر تميزاً، وسهولة وخدمة وراحة، قدمته المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن، بكافة طوائفهم ومعتقداتهم ومذاهبهم، وحتى انتماءاتهم السياسية.

خلال الأيام الماضية شاهدنا العجب من حسن التنظيم وتفويج وإفاضة الحجاج، وانتقالهم من منسك إلى آخر بكل راحة، ودون أي مشقة، وكيف أتى العمل طيلة العام من قبل القائمين على الحج، أثمر عن خدمة مميزة، لا يمكن تقديم نظير لها من قبل أي دولة أخرى.

اللافت أيضاً، والذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، هو وجود حجاج من مسؤولين وسياسيين، دأبوا دائماً على الإساءة للسعودية، بكافة وسائل الإعلام من الجماعات المتطرفة ومن مختلف الأحزاب والتوجهات والدول.

وبدون تحديد لانتماءات هؤلاء السياسيين والمتحزبين، حيث لا يتسع المقام لذكرهم نظراً إلى أعدادهم المهولة، إلا أنهم جميعاً ناقضوا أنفسهم، وأسقطوا ورقة التوت عنهم بأنفسهم.

هم أنفسهم من نشروا تواجدهم في الأراضي المقدسة، وهم أيضاً من أشادوا بحسن التنظيم، وتعجبوا مما يقدم لهذا العدد الكبير من الحجاج بغض النظر عن مذهبهم أو دولتهم، أو حتى المبالغ التي دفعوها لقاء أدائهم الركن الأعظم.

أما المغردون في وسائل التواصل فتعجبوا من كيفية سماح السعودية لهم بأداء فريضة الحج، وتساءلوا عن كيفية دخولهم إلى المملكة، وكيف يتواجدون في الأراضي المقدسة بعد كل هذه الإساءات.

وهنا يجيبهم التاريخ، الذي يشهد دائماً على سعة صدر المملكة تجاه من يعاديها ويسيء إليها، والتزامها التام بعدم تسييس المشاعر، وفريضتي الحج والعمرة.

لم تمنع المملكة بتاتاً أي مسلم من الدخول إلى أراضيها، وتعامل الجميع مهما كانت درجة حبه أو كرهه للمملكة وفق مسطرة الإسلام، وأنه شخص من حقه أن يؤدي شعائره براحة ويسر وسهولة.

كما لم تمنع حجاج بعض الدول، الذين رفعوا شعارات سياسية أو غيرها، والذين تسببوا في مواسم سابقة بمشاكل وتعب وجهد كبيرين لرجال الأمن والمنظمين، لمنعهم من التأثير على أمن وسلامة الحجيج، بل أعادت تنظيمهم وحافظت على الأمن، ولم تنتقم منهم وعادوا إلى بلدانهم.

ولم تستغل يوماً وجود الحرمين الشريفين على أرضها، لكي تتحكم بمن يدخل ومن تمنعه من الدخول، أو تبتز أي جهة سياسية أو أي دولة ما.

السعودية حافظت منذ التأسيس على مبادئ ثابتة لم تغيرها الظروف ولا المحيط، ولم تسمح لأحد ما بزعزعتها أو التنازل عنها.

والآن على هؤلاء المسيئين أن يعودوا إلى رشدهم، وأن يقولوا كلمة الحق تجاه ما شاهدوا وعاشوا ولمسوا من المملكة، والمعاملة التي تلقوها منذ دخولهم الأراضي المقدسة.

أما أتباعهم، ومن صدقهم في شتمهم، فعليهم أن يعوا الحقيقة، ويعرفوا أنه تم تضليلهم، وأنهم ليسوا سوى إمعات، يتم استغلالهم فقط، للإساءة للعمود الفقري المسلمين، والدولة الشقيقة الكبرى.

شكراً للتقنية، ولوسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت الحقائق أمام الجميع، وشكراً لكل من قال كلمة الحق تجاه المملكة، وفكر بعقله، ولم يسمح لأحد بمصادرة رأيه أو التفكير نيابة عنه.

حفظكم الله جميعاً، وكل عام وأنتم بخير.