أعجبت جداً بتصريح معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، في الولايات المتحدة حول أهمية التعليم في محاربة الجهل والتطرف، ولإحلال السلام في العالم.

وسبب إعجابي أنه حينما يتحدث وزير الداخلية، رأس الجهاز الأمني عن دور التعليم، فهو يفكر بطريقة غير تقليدية، وحينما يطلق مبادرات توعوية مثل الشراكة المجتمعية، وشرطة خدمة المجتمع، وبرنامج معاً، وبحريننا وغيرها، فهو يسعى للحفاظ على الأمن بطريقة غير معتادة.

حقيقة.. هذا النموذج المتميز هو ما جعل البحرين ضمن أمن عشر دول عالمياً بحسب ما ذكره تقرير التنافسية العالمية، وبحسب ما نعيشه نحن يومياً كمواطنين ومقيمين وزائرين في مملكة البحرين.

وعندما أقول النموذج البحريني، فأنا أقصده بحذافيره.. نحن هنا نتكلم عن أن وزارة الداخلية، تقوم بواجباتها الأمنية بطريقة غير تقليدية.. بطريقة أكثر نجاحاً، ونتائجها أكثر إبهاراً.

فنحن نشاهد بكافة دول العالم، تأطير عمل وزارة الداخلية باستخدام السلاح والقوة، وكافة الأساليب الأمنية التقليدية، وخطط وزارات الداخلية معتمدة فقط على المعلومات الأمنية والبلاغات، ومحاربة الجريمة أثناء وقوعها أو إلقاء القبض على منفذيها بعد فوات الأوان، أو حتى خلال مرحلة التخطيط في أحسن الأحوال.

ولكن في البحرين، الخطط الاستباقية تشمل التوعية، وتربية جيل واعٍ، لا يفكر بالجريمة أساساً، ويرفضها من أساسها، بل ولا يسمح لها أن تنبت بتاتاً، ولن نحتاج حينها لاقتلاعها أساساً لعدم وجودها.

حينما يحث وزير الداخلية على التعليم الصحيح، يصبح الفرد أكثر وعياً، ومستقبله مشرقاً، وطريقة تفكيره صحيحة غالباً ولن ينجذب لأي شكل من أشكال العنف.

وحينما تقوم وزارة الداخلية بترسيخ قيم المواطنة، وتعزيزها، بالتعاون مع كافة الجهات المعنية، لن يستطيع أي أحد مساومة المواطن على بيع وطنه، ولن يكون بيننا حصان طروادة ليخترق أمننا.

وسنصبح محصنين، حينما يظهر لنا جيل لا يفكر بأي شكل من أشكال الإدمان والمخدرات، ولن تجد هذه الآفة لها سوقاً ولا مستهلكين في المملكة، ولن نحتاج حينها حتى لعمليات كبيرة لمنع تهريب المخدرات.

هذا النهج القائم على التفكير خارج الصندوق، والتخطيط المسبق وتنفيذ الخطط بأدوات أكثر نجاحاً، يجعل كل مواطن رجل أمن بصورة حقيقية وناجحة..وأتمنى فعلاً لو تم تعميم التجربة عالمياً، وأن يتم إنشاء أكاديمية في البحرين لنقل هذه الخبرات للخارج.