حلبة موناكو بصعوبتها المعتادة من مساراتها ومنعطفاتها الضيقة وهذه الحلبة شوارع دائماً تعتبر الاختبار الأصعب للسائقين الذين يرجون أن تنتهي أجواء هذه الجولة بعدد لفات 78 بدون أي حوادث ووقفات عطل ميكانيكي أو خلل فني من الفريق ولا تتحمل استراتيجية مخططة لها وخاصة مع زيادة عرض السيارات عن المواسم السابقة.

صحيح أن هناك صعوبة في التجاوزات لسبب المساحات الضيقة وعدم تواجد مساحات جديدة ممكن الأخذ بها بالشكل الإيجابي للسائقين ووضع بعض الحماس ومتعة للجمهور الذين دائماً تشدهم أجواء متنوعة من فريق يجذبهم أو سائق يتابعونه أو فريق لبلد معين وإلى نجم السباق فرناندو ألونسو الذي كان ولا زال نجم الموسم إلى هذه اللحظة فقد أظهر ألونسو الإبداع الذي يكتسبه من خبرة وفن سياقة وأداء متقن في كل جولة يكون تناسق بينه وبين سيارته أكثر فأكثر، وهذا ما رأيناه في التصفيات التي يتم التركيز عليها أكبر قدر ممكن لأن بنتائج التأهيلية هي ستحدد في الأغلب من سيكون إلى نهاية السباق، وفعل ألونسو ما يبدع فيه وأدهشنا عكس ما كان عليه في وقت التجارب الثالث السابقة ويوم السباق صعد على منصة التتويج بالمركز الثاني. وإلى حلبة دي كاتلونيا إسبانيا وعدد لفاتها 66 وهي حلبة مفضلة لكثير من السائقين في فترات شتوية للتجارب الحرة والاستفادة من منعطفات متعددة منها سريعة وبطيئة، والأهم من ذلك في موطنه ومع سائق الفيراري كارلوس ساينز وكيف سيكون أداء كل منهم، وبكل تأكيد سيبذلون كل ما في وسعهم لكي تكون لهم كلمة التتويج بين جماهيرهم التي تنتظر هذه الجولة لتكون الفرحة إسبانية ممزوجة، وذلك لتعويض سباق العام الماضي لعدم تتويجهم فائزين بها، ولن يتوارى خلف أي عذر كان إذا أصبح هناك خطأ شخصي منهم وهذا من الصعب جداً أن نرى ذلك مع ألونسو تحديداً، وبالتأكيد سنرى شي من السباقات المُميزة التي يود أن يسجل في التاريخ لهذه الحلبة وهو مازال على أمل الاستمرار في مشاركة صراع البطولة، صحيح أن فريق الريد بول فريق قوي ويمتاز عناصره بخطط استراتيجية دقيقة وناجحة ضمن قراءة كل ما يتعلق بالتغييرات اللازمة ودخول سيارتهم إلى منطقة الحضيرة وسرعة أداء الفريق في تغير الإطارات، فهل سيكون ألونسو في هذه المعركة وحيداً أم أستون مارتن ولانس سترول السائق الثاني سيضعون كل ما هو ممكن لمساندة ألونسو في الصعود على المنصة للمركز الأول هذا ما سنراه في سباق الأحد المنتظر قريباً.