بعد تحقيق المنتخب الأرجنتيني بطولة كأس العالم 2022 للمرة الثالثة في تاريخه، ظهر التانغو للمرة الأولى على أرضه في يوم الفيفا وانتصر على منتخب بنما بهدفين نظيفين على ملعب "مونومينتال" بتواجد 83 ألف متفرج، أتبعه الفوز الكاسح على كوراساو بسباعية نظيفة على ملعب "دي سيوداديس" بحضور 43 ألف متفرج.

نعم هي مباراتان وديتان ولكن كانتا بمثابة الاحتفال بالتتويج المونديالي، واليوم سأتحدث عن الجماهير الأرجنتينية الرائعة وولائها الاستثنائي والمختلف عن الجميع والذي يجب أن يدرس في المدارس والجامعات. في كأس العالم الأخيرة كانت الجماهير الأرجنتينية هي العلامة المضيئة والأكثر حضوراً بتحطيمها للأرقام، فمبارتا الأرجنتين مع المكسيك وفرنسا شهدت أعلى حضور جماهيري منذ نهائي مونديال 1994، ولاشك أن هذه الجماهير الوفية سبب رئيسي في التتويج، ولا ننسى الاستقبال التاريخي والمهيب لأبطال العالم في الأرجنتين بحضور أكثر من أربعة ملايين شخص، ويعتبر أحد أضخم الاستقبالات في تاريخ كرة القدم، كما أن مباراة بنما نفدت تذاكرها في ساعتين ونصف فقط، فلك أن تتخيل أن أكثر من مليون ونصف شخص كانوا في قائمة الانتظار وهو رقم قياسي على الإقبال، ناهيك أن هذه المباراة نالت أعلى طلب إعلامي في التاريخ، أما مواجهة كوراساو فقد نفذت التذاكر خلال ساعة واحدة فقط من طرحها، فعلى الرغم من الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي تمر بها بلاد الفضة وأسعار التذاكر المرتفعة إلا أن الإقبال الجماهيري كان جنونياً لمبارتي بنما وكوراساو وهذا هو الولاء الأرجنتيني المعروف.

وأخيراً فإن المنتخب الأرجنتيني محظوظ بهذه الجماهير العاشقة لهم وأيضاً فإن هذه الجماهير محظوظة بهذا المنتخب الذي أعاد التانغو للبطولات بعد غياب طويل أولاً الفوز بلقب كوبا أمريكا وبعدها كأس الأبطال "فيناليسيما" واختتمها بأغلى لقب وهو تحقيق كأس العالم.

مسح إعلامي

واصل الأسطورة ليونيل ميسي تألقه وتوهجه حيث أحرز 4 أهداف من أصل 9 خلال وديتي بنما وكوراساو، فقد تمكن بهذه الأهداف من الوصول لـ800 هدف خلال مسيرته الكروية، فضلاً عن تخطيه حاجز الـ100 هدف مع منتخب بلاده وهو أول لاعب من أمريكا الجنوبية يصل لهذا العدد.