استمعت للدكتور عبدالله المغلوث مدير مركز الاتصال السعودي قبل أسبوع في دبي في القمة العالمية للحكومات وهو يتحدث عن واحد من برامج المركز معني بإعداد عشرات من المتحدثين السعوديين وفي عدة مجالات وبعدة لغات كي يكونوا ضيوفاً على القنوات الفضائية يمثلون المملكة.

كما صرح الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير النفط والطاقة السعودي في منتدى الإعلام السعودي أنهم منذ ثلاث سنوات وهم يعدون مركزاً للاتصال خاصاً بوزارة الطاقة، كي يكون مرصداً لجمع المعلومات ومدرسة تأهيل للمتحدثين باسم المملكة العربية السعودية في مجال الطاقة.

عدد لي أسماء المؤهلين للتحدث في القنوات الفضائية باسم مملكة البحرين، ونحن هنا لا نقصد كمتحدث رسمي، بل في مجالات وأنشطة أخرى، اقتصادية كالتجارة والطاقة والأسواق المالية، أو في الشؤون السياسية من ناشطين أو نواب أو أعضاء أو شورى أو جمعيات سياسية أو رؤساء تحرير أو كتاب، وهل يتناسب العدد المؤهل مع ما يعرف عن البحرين من أنه شعب مثقف شعب متعلم شعب نشط سياسياً، ويتناسب مع حجم التحديات التي تواجهها مملكة البحرين من حرب سياسية ممنهجة مدفوعة الثمن؟

يتحدث باسمنا العديد من الأسماء دون ذكرهم في القنوات الفضائية إنما بلا معلومات إضافية وبلا قدرة على السرد وبلا ترتيب أفكار وبلا سرعة بديهة وبلا تخصص وبلا أبجديات التعاطي مع القنوات الفضائية العربية أو الأجنبية، وغالبيتهم يقرؤون من الورقة يكتبها لهم قسم العلاقات العامة أو يكتبها هو من قبل ويقرؤها كما هي، فتظهر البحرين لا على حقيقتها بل تظهر ضعيفة مهلهلة موقفها متضعضع.

العملية تحتاج إلى تأهيل حقيقي بمعنى اكتشاف المؤهلات الشخصية والقدرات الذاتية أولاً من بعد غربلة أسماء تتقدم لهذه المهمة، ومن ثم التعب عليهم لإضافة قيمة لمهاراتهم الذاتية ومن بعده بتزويدهم بالمعلومات وبآخر المستجدات كي يكونوا على أهبة الاستعداد ومن بعدها الدفع بأسمائهم للقنوات الفضائية.

هذه العملية لا تتم فقط للمتحدثين الرسميين، بل تأهيل الكوادر الشعبية كذلك مهمة لابد أن تقوم بها الدولة ومشروع تتكفل به جهة ما حكومية، ولابد -وهذا الأهم- أن يثمر عن نتائج ملموسة بمعنى أن نرى ونسمع مَن يمثلنا ونشعر بالفخر لوجود أمثالهم على شاشات المحطات الفضائية.

أما البرامج التي تقوم بها بعض المؤسسات الرسمية لإعداد كوادرها للتعاطي مع الوسائل الإعلامية فهي برامج تقليدية جداً ونظرية جداً بدليل أنها لم تبرز أحداً إلى الآن.

المتحدث البحريني رسمياً كان أو يمثل جهة أهلية أو مستقلة في النهاية هو يمثل البحرين كدولة وكمجتمع، ومن المؤسف جداً أن ينشط من يعادي الدولة ويعد ويؤهل ويصرف عليه كمتحدث يمثل الشعب البحريني وهو خائن وهمه تشويه صورة وطنه، في حين لا نجد أي جهد يبذل في إعداد مَن يواجهه وينقل صورة الواقع البحريني الصحيح.