كم كانت فرحة البحرين وقيادتها وشعبها غمرتهم بهجة كبيرة وسرور يوم مولدك المبارك، وتغنت الركبان شعراً وأهازيج، وصاغها الملحنون طرباً ترددت أصداؤه في كل حدب وصوب، وانهالت التبريكات بتلك البشرى السعيدة على ديوان والدك تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

وتعهده والده منذ الصغر بالعلوم الدينية والآداب الإسلامية والدراسة الحديثة في مدارس البحرين، بين أقرانه من مواطنين، لا فرق بينه وبينهم حتى إكمال الدراسة الثانوية، هذا إلى جانب تمرسه لرياضة الفروسية وركوب الخيل، والآداب والتقاليد العربية، والمحافظة على شيم الأخلاق ونبل الصفات الفاضلة، والصفح عند المقدرة، ومعاملة أفراد الشعب على خط سواء، قريب مِمَن مرض منهم، سريع نجدة المحتاج، متفقد أحوالهم، محقق آمالهم في عش كريم ونفس مطمئنة.

وكونه سيكون قائداً للبلاد ومليكها والساهر على أمنها، واستقرارها وإستقلالها، أرسله والده تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته إلى الدراسة العسكرية إلى بريطانيا، كون الدراسة العسكرية تعلم الانضباط والصبر على الشدائد، فكان له ما كان وأكثر.

أنشأ وأسس وهو في مقتبل العمر قوة دفاع البحرين، ودعا المواطنين لخدمة الوطن والدفاع عن حياضه، فاستجاب له الجميع، وتولوا قيادات متقدمة في البر والبحر والجو، وكانوا عند حسن الظن بهم.

إعادة الحياة الديمقراطية إلى طريقها الصحيح لم تكن سهلة، لكن جلالته أصر على تحويلها إلى واقع معاش وممارس، وبدأ بالميثاق الوطني والدستور، المنظمين للعلاقة بين الملك والشعب، واستعان بأصحاب الفكر والرأي في كل شأن من شؤون الحياة الكريمة للمواطنين، الإسكان، والصحة، والتعليم المجاني، في كل مراحله، وبناء البحرين من جديد، فاق كل ما قبله، والشاهد أن الانتخابات النيابية والبلدية بلغت المشاركة فيها نسبة 73% لم تبلغها الانتخابات السابقة، حتى أصبحت البحرين كما نرى بلد الحضارة والدعوة إلى السلم العالمي ونبذ الحروب وغدت المنامة واحة غناء لملتقى الشعوب على اختلاف دياناتهم وعقائدهم وتعدد جنسياتهم، وشهد لجلالته حفظه الله جميع القادة بأنه ملك السلام في العصر الحديث وفقكم الله وسدد خطاكم، فاهنأ بغرسك اليانع وشعبك المطيع.