أسئلة كثيرة تدور في ذهني وأنا أسترجع شريط المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19) بغرض إطلاع المواطنين والمقيمين على الوضع العام ويقدم تقريراً مفصلاً مشفوعاً بالأرقام حول عدد الحالات القائمة ومنبهاً بالتدابير والإجراءات التي تتخذها الدولة، تتبعها إرشادات بأساليب الوقاية وكيفية التعايش مع الوضع والدور المنوط بالمواطنين خلال تلك الفترات الاستثنائية.

وأنا أسترجع ذلك الشريط أتساءل والعالم حالياً يمر بأزمات ذات أشكال وأصناف متعددة تلقي بظلالها على الشأن المحلي منها الأزمات المالية والغذائية والزراعية وما أثمرت عنه الجائحة من ارتفاع في تكاليف الشحن لكافة عمليات الاستيراد مما خلفت أزمات عقارية وإنمائية بالإضافة إلى ما استجد من جائحة تلوح بالأفق متعلقة بجدري القرود، أتساءل ماذا لو تم استنساخ المؤتمر الطبي ولكن بصورة مختلفة وبمواضيع تلامس كل تلك المستجدات، فعلى سبيل المثال يعقد وزير الصناعة والتجارة والسياحة مؤتمراً صحفياً دورياً يطلع من خلاله الرأي العام على الأمن الغذائي وأسباب الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع الاستهلاكية ويوضح دور وزارته في مراقبة الأسعار وضمان عدم تلاعب البعض بالأسعار.

كما يعقد وزير العمل والتنمية الاجتماعية مؤتمراً يقدم من خلاله النصائح للطبقات الدنيا والمتوسطة في كيفية التعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية والتي من الممكن أن تؤثر على ميزانيات الأسر وتثقل كاهلها في ظل تنامي المصروفات وتأثرها بعادات استهلاكية دخيلة وجديدة تغلب عليها الكماليات.

مصرف البحرين المركزي يوضح أسباب رفع الفائدة على القروض وما هي الأسباب التي دفعت لذلك الإجراء، وكيف يتعامل المقترض مع هذه المستجدات وما هي إيجابياتها وسلبياتها.

تلك أمثلة على نوعية المؤتمرات التي يجب أن نستنسخها من المثال الناجح المتمثل بالسنّة التي سنتها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بهدف وضع المواطن في الصورة وإطلاعه على الحقيقة كاملة، وإرشاده إلى التدابير السليمة، وقس على تلك المؤتمرات جوانب أخرى متعلقة بكافة ما يهم المواطن والمقيم، لتواصل البحرين تقديمها للنماذج المشرّفة في الإدارة الحديثة المتطورة.

إن مثل تلك المؤتمرات ستغلق الطريق على دجالي التواصل الاجتماعي الذين يقدمون محتوى مغلوطاً من المعلومات بغرض الشهرة بينما البعض الآخر يستغل غياب المعلومة ليحشو العقول بافتراءات كاذبة لأهداف خبيثة ولحساب أجندات خارجية.

لذا علينا ألا نتوقف ولا نكتفي بما تم تقديمه، فعندما ننجح علينا أن نبني على ذلك النجاح، لا أن نتوقف عنده، فالبحرين كانت ومازالت وستستمر سبّاقة في التطور والنجاح بسواعدها الوطنية، وأفكار أبنائها المبدعين.