يرتعد البيت الأبيض بعد استحواذ ايلون ماسك على تويتر ووعده بالحرية المطلقة في تويتر لدرجة أن المتحدث الرسمي للبيت أبدت قلقها!!

إذ علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي على شراء رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك شركة “تويتر” بصفقة بلغت قيمتها 44 مليار دولار.

وقالت بساكي: “بغض النظر عمن يمتلك تويتر، الرئيس قلق منذ فترة طويلة بشأن تأثير المنصات الاجتماعية الكبيرة على حياتنا اليومية، ولطالما شدد على أن منصات التكنولوجيا يجب أن تخضع للمساءلة عن الضرر الذي تسببه”.

وأضافت أن البيت الأبيض قلق من احتمال انتشار المعلومات المضللة، وبايدن نفسه مؤيد للإصلاحات التي تهدف إلى تحقيق المساءلة عن مثل هذه الانتهاكات.

وأعلنت “تويتر” أن مؤسس شركة “تسلا” اشترى منصة التواصل الاجتماعي بصفقة تبلغ قيمتها 44 مليار دولار.

من جهته قال ماسك في بيان مشترك مع الشركة: “حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، و«تويتر” هي الساحة الرقمية حيث تتم مناقشة القضايا الحيوية لمستقبل البشرية”.

سبحان الله قبل أيام أوباما يدعو لفرض ضوابط وإصلاح القوانين الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي!!

يبدو أن المبادئ تختلف باختلاف المواقع، فكل ما هو محظور ممكن أن يكون مشروعاً في حال غيرت موقعك السياسي، والعكس صحيح.

حين أراد أوباما لثورات الخراب العربي أن تسود وتزدهر وتعم الفوضى غير الخلاقة في دولنا، كان يرفض رفضاً باتاً وضع أية ضوابط على تلك الوسائل ويدعو إلى رفع يد الرقابة عنها، ويرفض تجريم أي محتوى ينشر فيها باعتباره حرية تعبير.

لن ننسى العديد من تقارير الخارجية الأمريكية التي كانت تعترض على محاكمة ناشري محتوى يخالف القانون ويدعو للفوضى والإرهاب في البحرين، وتصريحاتهم التي كانت تضغط من أجل ترك الفوضى المنتشرة على وسائل التواصل دون ضوابط بدعوى حرية التعبير المطلقة.

وحين لعبت بعض تلك المنصات مثل فيسبوك وماي سبيس في تصاعد نجم أوباما وزيادة فرص فوزه إبان ترشحه للرئاسة لم ينطق بحرف ضدها، بل أنه أقر أنه ما كان ليفوز لولا تلك المنصات، وحين حظرت تلك الوسائل والمنصات خصومه كالرئيس ترامب ولم تسمح له بحرية التعبير لم يعترض ولم يؤلمه القمع الإعلامي والسياسي ولم ينتصر للمبدأ.

واليوم يقف بكل تناقض وازدواجية هو وتابعه بايدن ويدعو لضوابط وإصلاح القوانين لوسائل التواصل الاجتماعي، لماذا ما الذي تغير؟

يقول أوباما إن كثيراً مما ينشر في تلك الوسائل مضلل وخطر... يا سلام؟ هل اكتشفت ذلك الآن فقط؟ أم أن مبادئك قابلة للتغير وفقاً لاتفاقها أو اختلافها مع المصالح الذاتية؟

دع عنك فساد المحتوى والتضليل والمعلومات والأخبار الخاطئة التي تنشرها حسابات مبرمجة، إنما قف فقط عند سيطرة وهيمنة وتحكم تلك المنصات ومن يقف وراءها في توجيه الرأي العام والتحكم فيه، أنت أمام عناصر واضحة لجرائم ترتكبها تلك المنصات، ومع ذلك كنت ترى الضوابط جرماً لا يجب أن يحدث، كنت ترى الخوارزميات التي تتحكم فيها تلك المنصات تجعل من بعض الأخبار فائضاً فتزيد ما تشاء منها وتخفي ما تشاء من الأخبار وتبعده عن أنظار المشتركين ومع ذلك غضضت الطرف، كنت ترى من يستخدم تلك المنصات من يتحكم فيها وترى محتويات مضللة تضافر فيها الاثنان على تدمير الحقيقة ومع ذلك سكت.

الآن فقط ارتد السحر على الساحر وتدعو لوضع ضوابط لأن الاتجاه أصبح معاكساً لمصالحك؟

أوباما يقول في خطابه «إن المشكلة في قلب المعلومات المضللة هي ليست «ما ينشره الناس» بقدر ما هي «المحتوى الذي تروّج له هذه المنصات».

ويرى أن هذا هو الدليل على أنها ليست «حيادية» وأن الخوارزميات يجب أن تخضع لفحوص أمنية من جانب هيئة تنظيمية، على غرار السيارات والمواد الغذائية والمنتجات الاستهلاكية الأخرى.

وعدّد سلسلة من القيَم التي يعتقد أنها يجب أن تُوجّه ضبط المحتوى مثل تعزيز الديمقراطية واحترام الاختلافات، فيما خلص إلى أن «الأدوات لا تتحكم بنا. نحن يمكننا التحكّم بها». انتهى الخبر

سؤالنا ما هي هذه الديمقراطية التي تفتح لك حرية التعبير إن وافقت آراءك ومعتقداتك وتمنعها عنك إن اختلفت معك؟ إنك تطالب بإنارة الكشافات في أعين الناس حتى لو أعمتهم، لكنك تطالب بتخفيف أو إطفاء الإنارة إن كان الضوء مسلطاً على عينك.

خلاصة القول

إلى كل من كان مبهوراً معجباً بقيم «الديمقراطية الغربية» والقائمين عليها ويتمنى أن ينظروا له بعين العطف وعين التقدير هل مازلت عند رأيك؟ أليس من المفروض أن تتساءل look who is talking؟