أحد المتابعين أرسل لي تقريراً عرضته قناة الجزيرة القطرية عن برنامج كفو البحريني، التقرير حاول أن ينقل أضواء البرنامج ونجاحه البحريني الخالص وينسبه للعراق الشقيق!!

إذ ركز البرنامج على الحلقة الثانية التي كان بطلها السيد خليل الديلمي كافل الأيتام وقال فيه إن هذا البطل عراقي من قبيلة دليم وإن أهل العراق أشادوا بمواطنهم العراقي وشهامته وبطولته!

ورغم أن الأخ خليل رد وقال أنا بحريني ولا علاقة لي بقبيلة دليم العراقية وإن لقبي هو ديلمي وليس دليمي إلا أن "الجزيرة" تجاهلت التصحيح.

قلت أولاً هذا دليل على أن نجاح البرنامج البحريني فرض نفسه، وأصداؤه اتسعت حتى عجزت قناة معادية للبحرين ولا تحب الخير لها أن تتجاهل هذا النجاح، ولكنها من فرط غيضها أرادت أن تسحب الأضواء من تلفزيون البحرين وتنسبها لغيرها ومع ذلك فشلت.

أما الأهم من هذا أن هذه القناة يحركها نظامها السياسي لا مجرد مذيعين وتقنيين، هذه القناة مازالت حتى اللحظة تمثل النظام وسياسته، وهي مازالت مستمرة في مشروعها التخريبي بكل وقاحة وبلا مواربة، مما يجعل المرء يتساءل عن هذا التناقض المفضوح، هل هناك نظامان أو حكمان متناقضان متصارعان في قطر؟ أم أن أحدهما يداهن الآخر؟ ويكمله ويلعب بوجهين؟

نظام يزور مصر ويقدم نفسه كصديق ومستثمر ويبتسم لرئيسها ويحضنه، ووزير خارجيتها يزورها ويسلم ويحضن رؤساءها ووزراءها، ونظام آخر له إعلام مازال مهادناً لتنظيم الإخوان ويتستر عليهم ومازال يلمعهم ويدعم قنوات وصحف مازالت تهاجم مصر، وهو يعلم أن مصر في حرب مع هذا التنظيم.

وكذلك يفعل مع السعودية نظام يزورهم ويفتح ذراعيه، ونظام مازال يهاجم قيادات السعودية ويتصيد الأخبار التي تضرها ويزيد من حجمها، نظام يدعي أنه مع مجلس التعاون وموقف المجلس من اليمن، ونظام يدعم الحوثيين بشكل مفضوح ويمجد فيه زعماءه الإرهابيين ويحارب مخرجات الاتفاق اليمني والمجلس الجديد وكأنه عدوه.

الخلاصة أنه مازالت هناك أجندة سياسية قطرية تخالف الأجندة العربية ومازالت على موقفها التدميري لا مع البحرين فحسب كما يبدو الأمر ظاهراً إنما نظام مازال متمسكاً بمشروع الإخوان المسلمين ومشروع المحور الإيراني، حتى بعد العلا، وما يقوله وزير خارجيته السابق عن التبعية القطرية لإيران وتمجيدها لإيران لا يمثله شخصياً بل تترجمه المواقف الرسمية القطرية المستمرة.

هناك الآن نظامان نظام يتنقل بين دول التحالف الرباعي -عدا البحرين- يبتسم لهم يصافحهم لكن نظامهم الثاني مازال يحاربهم ويخالفهم في كل توجهاتهم سياسياً واقتصادياً وإعلامياً في جميع المواقف بما فيها موقف الحياد في الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا.

فإن كان لنا أن نتمنى الخير للشقيقة قطر فإننا ندعو أن يفك الله أسرهم من هذا المشروع الخطير و رعاته وأدواته، الذي يسيء لأي عربي أو خليجي أو مسلم أن يكون جزءاً منه ففي رقبة هذا المشروع دماء وأرواح عربية مسلمة، ندعو الله أن يخلصهم من هذا الفكر المدمر ويعيد لنا بلداً عزيزاً وشعباً شقيقاً إلى بقية أشقائه وأخوته.