الشاب الذي قتل أخيراً خمسة إسرائيليين وجرح آخرين في عملية بني باراك بعدما تمكن من التسلل إلى القدس -وهي الثالثة خلال أسبوع- انتهت مهمته بانتهاء حياته ولكنه أوجد حالتين متناقضتين، الأولى حالة فرح بين الفلسطينيين في القدس وغزة والضفة الغربية وفي العديد من الدول، والثانية حالة ضرر أصابت العديد من الفلسطينيين الذين وجد بعضهم نفسه معتقلاً أو ممنوعاً من دخول المدن الإسرائيلية التي كان يسمح له بدخولها للعمل فتأثر رزقه، إضافة إلى حالة استنفار بين الإسرائيليين ودعوات للانتقام بدأت باقتحام عضو يميني بالكنيست الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى ومروراً بعمليات طعن وقتل لن تتوقف وحصول اشتباكات في العديد من المدن الفلسطينية وانتهاء باتخاذ الجهات الأمنية العديد من القرارات الصعبة بغية ضمان عدم تكرار ما حدث، والغالب أن أبرياء فلسطينيين ربما لا يؤمنون بأسلوب «العمل الفدائي» سيخسرون أيضاً حياتهم في المقبل من الأيام وتتضرر عوائلهم. وبما أن الذين يؤمنون بأن العمليات الفردية المفضية إلى قتل إسرائيليين ويفرحون بذلك كثر لذا فإن المتوقع أن يعيش الفلسطينيون في الداخل شهر صيام قاس تغيب خلاله وفي ختامه الفرحة عن بيوت كثيرة.

تداعيات تلك العمليات لم ولن تتضرر منها إسرائيل وحدها ولكنها شملت وتشمل الفلسطينيين أيضاً وهذا من شأنه أن يجرح تلك الفرحة. يكفي النظر في مجموعة القرارات التي اتخذت خلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر الذي انعقد فور حصول العملية ليتبين حجم الصعوبات المعيشية التي تنتظر الفلسطينيين في مختلف المدن والبلدات الفلسطينية وفي إسرائيل التي تقرر رفع حالة الطوارئ في مدنها وبلداتها إلى أقصى درجة خصوصاً بعدما أعطيت الشرطة والجيش حق التعامل في اللحظة، ما يعني توفر المبرر لقتل كل من يشتبه فيه من دون تردد.

الفرحة التي تتوفر بتنفيذ عمليات تؤدي إلى قتل إسرائيليين تموت في التو والحال بردة الفعل الإسرائيلية الغاضبة، ما يستوجب قيام الفلسطينيين بإعادة النظر في هكذا عمليات.